دعوات لمكافحة الألغام بالسودان ومتضررون ينشدون الدعم

REUTERS/Joanne Jenty, a deminer, searches for mines in the earth before her in the Mile 38 battlefield, 38 miles (61 km) from the southern capital Juba, February
السودان أعلنت التخلص من مخزونها من الألغام (رويترز-أرشيف)
عماد عبد الهادي-الخرطوم
 
دعا عدد من معاقي الألغام الأرضية بالسودان  بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الألغام الأرضية المواطنين إلى الحيطة والحذر لدى اقترابهم من علامات المختصين بمكافحة الألغام, مطالبين في الوقت ذاته بنشر الوعي بمخاطرها وبذل مزيد من الجهود لإزالتها.
 
وبحسب مكتب الأمم المتحدة هناك فإن عدد المعاقين جراء الألغام الأرضية المسجلين بلغ نحو 4043 شخصا. وقد حذر هؤلاء من مغبة ما سموه الاستهانة بمخاطر الألغام وعدم الوعي والإلمام بها وكيفية التخلص منها.
 
ورغم إعلان السودان تدميره لكل مخزونه من الألغام (ما يقدر بنحو مليون لغم أرضي) وتنظيفه لعدد من المناطق بالجنوب والشرق، فإن المتضررين يعتقدون أن البلاد بحاجة إلى جهد كبير لوقف ما تسببه الألغام من مشكلات خاصة للأطفال.
 
وأبدى المتضررون في الوقت ذاته ارتياحا لتوقيع الحكومة على اتفاقية حماية معاقي الألغام الأرضية، مجددين مطالبتهم بالمساواة مع الآخرين بجانب تأهيلهم "حتى لا يكونوا عالة على الآخرين".
 
التزام رسمي
غير أن وزير الدولة للشؤون الإنسانية أحمد محمد هارون, أكد التزام الدولة برعاية المعاقين وحمايتهم وتأهيلهم وتقديم جميع الخدمات المنسبة لهم.
 
ووعد هارون -في كلمة له بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الألغام الأرضية- بتنظيف كل أراضي البلاد من الألغام في الفترة القليلة المقبلة, خاصة مع الاحتفال بتدمير مخزونها من جميع الألغام. 
 
المعاق الفاضل عبد الرحمن هارون (الجزيرة نت)
المعاق الفاضل عبد الرحمن هارون (الجزيرة نت)

من جانبه دعا المعاق الفاضل عبد الرحمن هارون إلى الاهتمام بحقوق المعاقين وتوفير جميع متطلباتهم من أطراف صناعية وأدوات إنتاج للمساهمة بالحياة العامة بالبلاد، مشيرا إلى عدم تفعيل القوانين والاتفاقيات رغم نشاط السودان وفاعليته بهذا الجانب.

 
وأبدى هارون في حديثه للجزيرة نت عدم ارتياحه لما سماه عدم فهم المسؤولين لمعاناة المتضررين، معتبرا أن حقوق المعاقين بسبب الألغام موجودة بكل الاتفاقيات التي وقعها السودان لكنها غير مفعلة لأنها تتعلق بحقوق وميزانيات.
 
تدريب وتأهيل
أما المعاق علي عبد الله فضل فقد طالب بتأهيل وتدريب المعاقين, بهدف التمكن من التفاعل مع المجتمع. وقال إن إصابات الألغام من الإصابات الخطرة التي تحطم معنويات الإنسان، لكن إذا ما وجد التعاون من الجميع سيكون المعاق فعالا يمكن أن يقدم ما يفيد بلاده ولا يصبح عالة على الآخرين.
 

المعاق على عبد الله فضل (الجزيرة نت)
المعاق على عبد الله فضل (الجزيرة نت)

كما اعتبر فضل في حديثه للجزيرة نت أن أي طرف من الأطراف كالروح فهي أمانة يمكن أن تؤخذ في أي وقت، مضيفا أن "على الإنسان ألا يهتز بمجرد حدوث الإعاقة".

 
رسالة
من جانبه وجه المعاق علي نصر الدين عباس رسالة للحكومة بالسعي لتنوير الناس بالألغام ومخاطرها، خاصة الأطفال والرعاة.
 
وقال الرجل إن توفير فرص العمل وإدماج المعاق بالمجتمع عبر التأهيل النفسي سيساهم كثيرا في مساعدته، والخروج به من حالة الأزمة التي يعانيها بداية التعامل مع الإعاقة.
 
كما طالب المجتمع الدولي بالتضامن مع الحكومة والمنظمات الطوعية المساهمة، في توفير الأطراف والبرامج التي تساعد في دمج المعاق في المجتمع بأسرع ما يمكن.
المصدر : الجزيرة