قمة دمشق بين حسابات الحضور والغياب
عدي جوني
تتناسل التأويلات والتكهنات بشأن القمة العربية المقبلة التي ستستضيفها دمشق أواخر الشهر الجاري، وذلك على خلفية ما يتردد عن احتمال غياب بعض القادة العرب احتجاجا على ما يرونه دورا سلبيا لسوريا في الأزمة الداخلية اللبنانية.
فالخلافات -خصوصا بين سوريا من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى- تهدد بانخفاض مستوى تمثيل بعض الدول في قمة دمشق لا سيما مع ما تردد من معلومات مفادها أن القاهرة والرياض تربطان بين انتخاب رئيس لبنان وبين نجاح القمة.
وأضافت أن دمشق لا تريد استباق الأمور بالحديث عن دول ستغيب أو تشارك بتمثيل منخفض، مشيرة إلى ما أكد عليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الثلاثاء في القاهرة من أن القمة ستعقد في موعدها دون تغيير وأن" مستوى التمثيل فيها سيكون أعلى من سابقاتها".
وكان لافتا في تصريح المعلم رفضه للربط بين انتخاب رئيس جديد للبنان وبين القمة عندما تساءل "أليس الوضع في غزة خطيرا بما يستدعي ألا يتجاهله من يطرح الربط بين القمة وبين الوضع في لبنان".
وأكد أن الدعوة ستوجه إلى لبنان الذي "يتعين عليه اختيار من يمثله في القمة"، في حال لم ينتخب رئيس جديد للبلاد.
الموقف الآخر
ويقول مصدر خليجي إن السعودية وشقيقاتها الخليجيات ترين أنه إذا فشل اللبنانيون في انتخاب رئيس جديد، يتعين على دمشق توجيه الدعوة إلى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لحضور القمة، وهو ما وصفته بعض المصادر السياسية بأنه أمر صعب على دمشق.
في هذا الإطار يرى محمد موسى الشريف الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز آل سعود في الرياض، أن نجاح القمة أمر مؤكد إذا تحولت إلى "اجتماع للقلوب والنية الحسنة من أجل إيجاد الحلول الحقيقية للأوضاع العربية المأساوية في العراق وفلسطين ولبنان".
بيد أنه استدرك بالإشارة إلى أن بعض القادة العرب يأتون إلى القمة ومعهم "أجندة" متعلقة بقوى خارجية كبرى لها أهدافها ومصالحها التي لا تتفق مع مصالح الشعوب العربية والإسلامية.
وتعكس هذه المواقف عمق الانقسامات العربية وتداعياتها ليس على القمة المقبلة وحسب، بل على كل ما يتعلق بالوضع العربي والجامعة العربية التي ستحتفل بذكرى تأسيسها الثالثة والستين في الـ22 من الشهر الجاري.