جمعية خيرية في غزة لمكافحة العنوسة والعزوبية

مجموعة من العرسان في احد الأفراح الجماعية

الجمعية كثفت نشاطاتها بغية تذليل العقبات التي تعترض سبل تكوين أسر جديدة (الجزيرة نت)


أحمد فياض-غزة
 
في خطوة هي الأولى من نوعها على صعيد مكافحة ظاهرة عزوف شباب غزة عن الزواج بسبب ضيق الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن استمرار الحصار الإسرائيلي، كثفت جمعية التيسير للزواج نشاطاتها بغية تذليل العقبات التي تعترض سبل تكوين أسر فلسطينية جديدة وحث الشباب على الزواج.
 
وقد تزامنت فكرة تأسيس الجمعية مع انتشار ظاهرة الأعراس الجماعية التي شهدتها غزة في السنوات الأخيرة للتخفيف من تكاليف الزواج وتشجيع الشباب والشابات على اللحاق بركب المتزوجين، فالقائمون على الجمعية هم عدد من الشباب الذين يسعون لمكافحة ظاهرة العزوف والعنوسة اللتين نشأتا بفعل الظروف الاستثنائية التي يعيشها القطاع.
 
وائل الزرد قال إن الهدف الأساسي لإنشاء الجمعية كان مساعدة الشباب (الجزيرة نت)
وائل الزرد قال إن الهدف الأساسي لإنشاء الجمعية كان مساعدة الشباب (الجزيرة نت)

وقال وائل الزرد رئيس مجلس إدارة جمعية "التيسير للزواج" إن الدافع من إقامة أول جمعية فلسطينية تساعد الشباب الفلسطيني على بناء أسرهم، هو ما أحدثته اعتداءات الاحتلال المستمرة على قطاع غزة واستهدافها شباب القطاع.

 
وأوضح للجزيرة نت أن سقوط الكثير من الشباب شهداء كان من ضمن العوامل التي حالت دون إقبال الكثير من الشباب على الزواج حتى لا يحمل زوجته أعباء الأسرة بعد استهدافه من قبل الاحتلال.

لكن الزرد أشار في الوقت ذاته إلى أنه في السنة الأخيرة أصبح تردي الأوضاع الاقتصادية وعدم مقدرة الشاب على توفير المستلزمات الضرورية للزواج، من أهم الأسباب وراء عزوف الشباب عن الزواج.

 
وذكر أن الجمعية سعت إلى جانب اعتنائها بالشباب العزب، للاهتمام أيضا بتزويج أرامل الشهداء، علاوة على مساندة الجرحى وفاقدي الأطراف في البحث عن شريكات حياتهم اللواتي يناسبنهم، مشيرا إلى أن الجمعية نجحت في الماضي في تزويج أكثر من ثمانمائة شاب وفتاة.
 
تذليل العقبات
ولا تقف نشطات الجمعية -حسب رئيس مجلس إدارتها- عند حد التوفيق بين الشباب والفتيات الراغبين في الزواج وتذليل العقبات التي تواجههم ما أمكن، بل تقدم العون المادي والعيني المتاح، وتقوم بإجراء البحوث والدراسات وعقد المؤتمرات وورش العمل بهدف دعم القيم الفاضلة داخل المجتمع.
 
كما تهدف الجمعية إلى المساعدة في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الأسرية المختلفة عبر حملات التوعية بأهمية الزواج وفق متطلباته والمساعدة على حل مشكلة غلاء المهور عبر نشر الثقافة والوعي الديني بين الناس.
 
عدد من العرسان في أحد الأعراس الجماعية (الجزيرة نت)
عدد من العرسان في أحد الأعراس الجماعية (الجزيرة نت)

إبرهيم السوري (40 عاما) أحد الذين تمكنوا من الزواج عبر الجمعية، أوضح بأنه نجح في الوصول إلى زوجته بفضل التنسيق مع الجمعية.

 
وأثنى في اتصال مع الجزيرة نت، على التسهيلات التي تقدمها الجمعية للراغبين في الزواج وفق التقاليد والأصول الشرعية، مشيرا إلى أن نجاح الجمعية في تسهيل زواج المئات من الشباب والشابات أكسبها ثقة كبيرة لدى الأسر التي بدأت تحث أبناءها على الزواج والاستفادة من تسهيلاتها.
 
أما الشابة إخلاص راضي، فعبرت عن سعادتها بزواجها من شاب من خلال الجمعية، مشيرة إلى أنه رغم ضيق الحال فإنها تشعر بارتياح كبير من جهة زوجها.
 
وتنظر إخلاص إلى وضع شباب غزة بكثير من الحزن والأسى جراء عجز الكثير منهم عن تحقيق حلمه بالزواج والاستقرار، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع.
 
وأضافت في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن تردي الحالة المعيشة لدى الكثير من شباب القطاع جعلهم يعزفون عن الزواج ويركزون على كيفية الحصول على لقمة العيش عبر الهجرة والبحث عن عمل في الخارج.
المصدر : الجزيرة