الاحتلال يلاحق سكان الكهوف جنوب الخليل

حملة الهدم طالت أربعة بيوت (الجزيرة)

حملة الهدم التي نفذها الاحتلال طالت عدة بيوت شرق بلدة يطا (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل

لم تعد معاناة سكان الكهوف من الفلسطينيين شرق بلدة يطا جنوب الضفة الغربية مقتصرة على حياتهم القاسية وحرمانهم من أساسيات الحياة وبيوت تقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف، بل باغتتهم الاحتلال بهدم حظائر للأغنام.

وإلى جانب الحظائر طالت عملية الهدم الواسعة أيضا عددا من البيوت البسيطة بحجة أنها شيدت بدون ترخيص، ما تسبب في تشريد عشرات المواطنين وافتراشهم الأرض في العراء.

ويفضل السكان المحليون تسمية ما يجري لهم بحملة تطهير عرقي لصالح ما يرون أنها أطماع الاحتلال بالتوسع خاصة مع وجود عدد من المستوطنات القريبة، مؤكدين تعرضهم لحملات تفتيش ومداهمات ليلية من قوات الاحتلال.


حملة هدم

الاحتلال هدم منزل إسماعيل العدرة مرتين (الجزيرة نت)
الاحتلال هدم منزل إسماعيل العدرة مرتين (الجزيرة نت)

ومع ساعات الصباح من يوم أمس الأربعاء كان سكان قرى الديرات والقويويس ومنيزلة وجميعها شرق بلدة يطا جنوب مدينة الخليل على موعد مع الجرافات الإسرائيلية وعشرات الجنود، ففي منطقة قويويس هدمت قوات الاحتلال عددا من حظائر الأغنام.

ويقول محمد جبارين من سكان المنطقة إن الحظائر التي هدمت مبنية قبل قدوم الاحتلال، وتعود لسبع عائلات جميعها تسكن الكهوف لأن الاحتلال يمنعها من بناء البيوت، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تتعمد اقتحام الكهوف وتفتيشها خلال الليل لإجبار أصحابها على الرحيل.

وأوضح أن السكان يعيشون حياة بدائية نظرا لإجراءات الاحتلال الجائرة بحقهم، مضيفا أن سكان الكهوف التي هدمت سيضطرون للسكن في العراء لأنهم يمنعون من نصب الخيام وتشييد أبنية جديدة.

واستهجن جبارين الإقدام على هدم حظائر تؤوي مئات الرؤوس من الأغنام، متسائلا عن دور مؤسسات حقوق الحيوان بعد أن خالفت سلطات الاحتلال أبسط حقوق الإنسان.

وفي منطقة الديرات القريبة كان الهدم من نصيب بيتين لمواطنين من عائلة العدرة أحدهما من طابقين تسكنه عائلتان مكونتان من 14 فردا والآخر يقطنه خمسة أفراد، فيما طال الهدم في منطقة منزيلة بيتا يعود لمواطن من عائلة أبو قبيطة يؤوي 14 فردا.

ويوضح المواطن ياسر العدرة وهو شاب لا يستطيع العمل ويعاني من عدة أمراض أنه لم يسدد الديون المترتبة عليه بعد بناء بيته الذي هدمته قوات الاحتلال بالكامل رغم أن قرار الهدم يتعلق بالطابق العلوي من المنزل فقط.

وغير بعيد عن منزل ياسر، هدمت قوات الاحتلال منزل إسماعيل العدرة للمرة الثانية بعد أن هدم منزله المكون من طابقين في وقت سابق، وباتت جميع ممتلكاته وأطفاله وعائلته في العراء.


هدم متواصل


السكان يصرون على البقاء رغم إجراءات الاحتلال (الجزيرة نت)السكان يصرون على البقاء رغم إجراءات الاحتلال (الجزيرة نت)
السكان يصرون على البقاء رغم إجراءات الاحتلال (الجزيرة نت)السكان يصرون على البقاء رغم إجراءات الاحتلال (الجزيرة نت)

ويعيش السكان الفلسطينيون شرق بلدة يطا حياة بدائية بكل معنى الكلمة، فسلطات الاحتلال تمنع عنهم الماء والكهرباء والهاتف والبنية التحتية ولا تسمح لهم ببناء البيوت، ليس هذا فقط بل تمنعهم من فلاحة مساحات شاسعة من أراضيهم الزراعية.

ويقول رئيس المجلس القروي في الديرات محمد العدرة إن سلطات الاحتلال هدمت في الأعوام الـ30 الماضية 45 بيتا في القرية، فيما تسلم أصحاب 45 بيتا آخر إخطارات بالهدم لأنها لا تعترف بالتجمعات العربية وتهدف إلى إجبارهم على الرحيل وإفساح المجال أمام المستوطنات للتوسع على حسابهم.

وأكد أن مستوطنين من سكان مستوطنتي ماعون وكرمئيل القريبة قاموا قبل أيام بإلقاء مواد سامة في بئر يرتاده رعاة الأغنام، مشيرا إلى حملات مداهمة ليلية يتعرض لها السكان يتخللها إخراجهم وأطفالهم من البيوت.

وأمام الهجمة الإسرائيلية الواسعة، لا يجد السكان المحليون في الجهود الإنسانية لبعض المؤسسات الدولية مثل الصليب الأحمر أداة ضغط لإجبار الاحتلال على وقف سياسة التطهير العرقي في مناطقهم، ويطالبون بخطوات عاجلة لإنهاء معاناتهم ومساعدتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

المصدر : الجزيرة