اغتيالات بيت لحم تفتح السجل الدامي لفرق الموت الإسرائيلية

F/Israeli Defence Minister Ehud Barak attends his first security and foreign affairs committee meeting at the Knesset (Israeli Parliament) in Jerusalem, 27 August 2007
عاطف أبو عامر- غزة
 
جاءت عملية الاغتيال التي نفذتها قوة إسرائيلية خاصة في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية مساء الأربعاء لمجموعة من نشطاء المقاومة الفلسطينية، لتعيد إلى الأذهان السيرة الذاتية الدموية للقوات الخاصة التي أسست قبل عشرين عاما.
 
وكانت تلك القوات قد استخدمت حين تصاعدت انتفاضة الحجارة وأوقعت خسائر في صفوف الجنود، حيث لجأ الجيش الإسرائيلي لإقامة وحدة خاصة لتنفيذ سياسة الاغتيالات في صفوف المقاومين.
 
وكان لتلك الوحدات الدور الأكبر في ملاحقة وتصفية المقاومين طوال سنوات الانتفاضة، وعرفت بأسماء الوحدات الخاصة، ومجموعات المستعربين، وفرق الموت.
 
ويستخدم الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة عدة وحدات تصفية جسدية -أسسها إيهود باراك وزير الدفاع الحالي حين كان رئيسا لهيئة الأركان- يرتدي أفرادها ملابس مدنية ويسعون لتصفية نشطاء الانتفاضة.
 
وتعمل تلك الوحدات في الضفة والقطاع باسم دوفدفان، شمشون، إيغوز، خاروف، دوخيفات. وقد تولى الإشراف عليها رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين بصفته وزيرا للحرب آنذاك.
 
المستعربون المتنكرون

undefinedويوضح إيليا زريق -صاحب دراسة "الحصاد الدامي لفرق الموت"- أن الرد الإسرائيلي على الانتفاضة لم يقتصر على الإجراءات السلبية أو الدفاعية، بل اتخذ طابعا هجوميا متزايدا على شكل تكثيف نشاط فرق الموت، بحيث تم تعزيزها إثر ارتفاع أعمال المقاومة المسلحة.
 
وتشير الدراسة -التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- إلى أن فرق المستعربين تعطى أفضلية التجنيد فيها لجنود ذوي ملامح شرق أوسطية، حيث تقوم بإعداد نموذج لقرية عربية فيها دكاكين متراصة، ومسجد يتوسطها، وبجانبه مدرسة خطت على جدرانها الشعارات الوطنية، وعدد من السيارات في أزقة ضيقة، وهو نموذج اصطنعه جيش الاحتلال ليتدرب فيه أفراد القوات الخاصة.
 
وبذلك يكون أفراد تلك القوات مطلعين على العادات والتقاليد في الضفة والقطاع، حتى لا يثيروا الشكوك في شخصياتهم عندما يقومون بأعمال اختطاف وتصفية بين الفلسطينيين، وهو ما تم في حادث الاغتيال أمس في بيت لحم.
 
من جانبه أكد المؤرخ العسكري للمقاومة الفلسطينية يزيد صايغ أن القوات الخاصة تحاول طمس الفارق بين اليهودي والعربي من خلال التماشي مع الأزياء والعادات الفلسطينية وارتداء ملابس مدنية صنعت محليا، أو ألبسة عربية تقليدية.
 
إضافة إلى ضمان أن يكون عضو واحد على الأقل من القوة يجيد التحدث باللغة العربية، كما يستخدم أفرادها أزياء مسرحية كالشعر الاصطناعي، والعكازات المزيفة، والثياب الفضفاضة لإخفاء الأسلحة، ويتنكرون في أشكال صحفيين أجانب، وأزياء سياح. وفي عدة مناسبات تظاهروا بأنهم يحملون رضيعا اكتشف فيما بعد أنه دمية أو سلاح.
 
وأظهر عدد من الحوادث أن هناك عناصر من الوحدات الخاصة يذهبون لتنفيذ مهامهم مقنعي الوجوه تماما متظاهرين بأنهم أعضاء في منظمات فلسطينية، فيرمون الحجارة على الجنود ويشاركون في نشاطات المقاومة للتجسس على الشباب.
 
لكن الحيلة التي كثيرا ما تستعمل هي التنكر في أزياء النساء أو الكهول، ولذا يتم استخدام صالونات التزيين التجارية فتُحول إلى غرف تجميل يديرها أعضاء من الجيش، للتوصل إلى تنكر كامل.
 
إعدام ميداني
وتفيد تقارير منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء أن القوات الخاصة قتلت خلال انتفاضة الحجارة (1987-1993) أكثر من 200 فلسطيني، وفي انتفاضة الأقصى التي بدأت عام 2000 تم تنفيذ أكثر من 1200 اغتيال.
 
وأكدت مؤسسة الحق لحقوق الإنسان في تقرير لها أن ما تقوم به الوحدات الخاصة، أمر لا يمكن تصنيفه على أنه سلوك جنود في ساحة ميدان أو رجال أمن، بل هو جرائم مجموعات من فرق القتل الدموي العنيف، تؤدي دورها المحكم وتقتل وتصيب بدم بارد، ومن ثم تغادر المكان تاركة الهلع والخوف على وجوه السكان.
المصدر : الجزيرة