إسلاميو الجزائر يتأهبون للتنسيق مع التيار الوطني

حركة مجتمع السلم تدعو النهضة والاصلاح الوطني لمناقشة تراجع التيار الاسلامي في الجزائر الجزيرة نت


حركة مجتمع السلم دعت إلى مناقشة تراجع التيار الاسلامي في الجزائر (الجزيرة نت)حركة مجتمع السلم دعت إلى مناقشة تراجع التيار الاسلامي في الجزائر (الجزيرة نت)
حركة مجتمع السلم دعت إلى مناقشة تراجع التيار الاسلامي في الجزائر (الجزيرة نت)حركة مجتمع السلم دعت إلى مناقشة تراجع التيار الاسلامي في الجزائر (الجزيرة نت)

تسعديت محمد-الجزائر

واصل التيار الإسلامي بالجزائر مفاجأة الرأي العام وعقد اجتماعا ثانياً، وكشفت الأحزاب الثلاثة "حمس" و"الإصلاح الوطني" و"النهضة" عن تواصل التنسيق فيما بينها، مع احتمال عقد مباحثات في المستقبل مع التيار الوطني.

وأكد المجتمعون أنه تم توجيه الدعوة للجبهة الإسلامية للإنقاذ التي لم يشارك أي من رموزها في الاجتماع الذي استضافته حركة الإصلاح.

وأشار رئيس حركة الإصلاح الوطني محمد بولحية إلى أن الأحزاب الثلاثة وجميعها ممثلة في المجلس الشعبي الوطني "قررت مواصلة هذا المسار لممارسة النقد الذاتي ومن ثم العمل على تصحيح المسار".

ولفتت مراسلة الجزيرة نت إلى أن النقاش الدائر ركز على تحليل واقع التيار الإسلامي في الجزائر باستقراء الماضي.

وقد استهل رئيس حركة الإصلاح الوطني الاجتماع بـ"التنديد بالكيان الصهيوني الذي يفرض حصارا على غزة"، واستنكر موقف الحكام العرب الذين امتنعوا حتى عن إصدار بيان تنديد، حسب تعبيره، وطالب بالسماح بالمسيرات في الجزائر وبقية الدول العربية.


العمل والممارسة
وفضّل الأمين العام لحركة الإصلاح جهيد يونسي تسليط الضوء على الجوانب السلبية التي مر بها التيار الإسلامي.

واعتبر يونسي أن إلقاء اللوم على الغير "منطق العاجز"، واستعرض نشأة الصحوة الإسلامية في الجزائر التي بدأت "عصامية" ممثلة برابطة الدعوة الإسلامية بقيادة الشيخ الراحل أحمد سحنون، "ولكن خلو الساحة من مؤطرين وعلماء لتنظيم الأفراد أدى إلى تعثر التيار".

محمد بولحية (الجزيرة نت)
محمد بولحية (الجزيرة نت)

وقال يونسي إن الحركة الإسلامية حققت في بداياتها إنجازات كبيرة عندما اهتمت بالعمل التربوي الدعوي، غير أنها انزلقت انزلاقات خطيرة عندما تحول نهجها إلى ممارسة السياسة، وأدت إلى كارثة "فتنة التسعينيات"، التي مازالت الجزائر تحصد آثارها.

وبدوره تحدث الأستاذ الجامعي تهامي مرجومي عن إشكالية ما أسماه الثنائية الحرجة، في إشارة إلى الجمع بين السياسة والعمل الدعوي، أي ممارسة السياسة بمرجعية دعوية.

واستدل بما ذهب إليه المحللون من أن العشرية السوداء أدت إلى تخوف الشعب والدولة من الإسلاميين، مؤكدا أن الإسلاميين هم الخاسر الأكبر من التعددية، باعتبار أن التيار الإسلامي لم يصل بعد إلى النضج السياسي الذي يسمح له بدخول معترك السياسة على أسس سليمة، حسب قوله.

المشروع الإسلامي
وفي سياق الاجتماع اقترح بعض المشاركين إنشاء هيئة استشارية لفك النزاع وأخرى للتنسيق، تعنى بتبادل البرامج الحزبية، واستقدام بعض الكفاءات من مختلف الحركات، وتبادل القياديين ضمن برامج الندوات والمحاضرات

واعتبر عضو المكتب الوطني لحركة النهضة عز الدين جرافة أن رابطة الدعوة الإسلامية "حلم ضاع وقابل للاستراجاع"، ودعا الباحثين إلى دراسة تجربة الرابطة التي تعرضت للإجهاض.

وشدد المجتمعون على أهمية الوحدة والوقوف أمام المشاريع التغريبية التي تمرر برامجها في ظل اتهام التيار الإسلامي برمته بالتسبب في العشرية السوداء.

وحذر البعض من استغناء بعض الحركات الإسلامية عن التنسيق، عندما يرى الحزب في نفسه قوة وانتشاراً "رغم أن تلك القوة ظرفية".

وخلصت الأحزاب الثلاثة إلى أن التنسيق لا يعني الانصهار في وعاء واحد أو القضاء على التعددية لأن "الوحدة لا تنفي التنوع المحمود".

المصدر : الجزيرة