طاولة مستديرة أوروبية تبحث تفشي العنصرية بأوكرانيا

جانب من أعمال الطاولة.- تقرير/ طاولة مستديرة أوروبية تبحث قضية العنصرية في أوكرانيا
شارك العديد من المنظمات الحقوقية الأوكرانية والأوروبية في أعمال الطاولة (الجزيرة نت)
                                                                               محمد صفوان جولاق-كييف



عقدت الأكاديمية الأوروبية لحقوق الإنسان ومنظمة التعاون والأمن الأوروبي بالتنسيق مع وزارة الداخلية الأوكرانية طاولة مستديرة في كييف لبحث ملفات قضية انتشار ظاهرة العنصرية في أوكرانيا وحقوق الإنسان فيها.
 
حضر أعمال الطاولة التي تعتبر الأولى من نوعها في البلاد ممثلون عن عدة منظمات أوكرانية اجتماعية وإنسانية ودينية وحقوقية وغيرها في شتى المدن والأقاليم، فيما حضر من الجانب الأوروبي ممثلون عن الأكاديمية والمنظمة وعدد آخر من نشطاء السلام والعاملين في مجال حقوق الإنسان.
 
العنصرية
وركز جدول الأعمال على ظاهرة العنصرية المتسارعة الانتشار في أوكرانيا والظروف والأسباب التي أدت إلى ظهور عدة تنظيمات وجماعات عنصرية في البلاد (حليقي الرؤوس باتريوت) وسبل علاجها.
 يافورسكي أرجع سبب نمو العنصرية إلى انفتاح أوكرانيا على العالم (الجزيرة نت)
 يافورسكي أرجع سبب نمو العنصرية إلى انفتاح أوكرانيا على العالم (الجزيرة نت)

وقال رئيس منظمة حقوق الإنسان في أوكرانيا فلاديمير يافورسكي في حديث للجزيرة نت إن ظاهرة انتشار الفكر العنصري تسارعت في  السنوات الثلاث الماضية وعلى نحو يزيد عن حجم انتشاره في بعض دول أوروبا المعروفة بوجود هذه الظاهرة فيها مثل بولندا وبريطانيا وغيرهما.

 
وأشار إلى أنه في عام 2008 تضاعفت نسب الهجمات التي قام بها العنصريون ضد الأجانب المقيمين على الأراضي الأوكرانية أو حتى ضد الأوكرانيين من ذوي الأصول المختلفة كالتترية والروسية وغيرها بنسب تصل إلى نحو 75%".

وأرجع يافورسكي سبب نمو هذه الظاهرة إلى انفتاح أوكرانيا على العالم بشكل أوسع في السنوات الماضية، ولأنها باتت بوابة شبه رئيسية لعبور المهاجرين إلى أوروبا، كما أن النمو الاقتصادي فيها دفع مئات الألوف من الدول النامية إلى الهجرة إليها والعمل فيها، مشددا على أن "الغياب التام لكل ما يقف في وجه هذا الفكر ويردعه من برامج أدى إلى استفحال ظاهرة العنصرية، وخاصة بين فئة الشباب التي ترى فيها حبا للأرض والوطن لا جريمة بحق الإنسانية".

وقد اتفق المشاركون على ضرورة توحيد الجهود بين جميع الجهات الحكومية المعنية، كوزارة الداخلية والإعلام والأسرة والشباب وغيرها، وكذلك المنظمات المستقلة التي تعنى بالعمل الاجتماعي والحقوقي في البلاد، واقترحت الأكاديمية الاستفادة من تجارب ناجحة لبرامج بعض الحكومات الأوروبية في هذا المجال ككندا وبريطانيا.

حقوق الإنسان

 كاتيرينا أقرت بخلو القوانين الأوكرانية من نصوص تعالج حقوق الأقليات والمرأة (الجزيرة نت)
 كاتيرينا أقرت بخلو القوانين الأوكرانية من نصوص تعالج حقوق الأقليات والمرأة (الجزيرة نت)

وتطرقت أعمال الطاولة إلى ملف حقوق الإنسان في أوكرانيا أيضا، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الأقليات العرقية والدينية في أوكرانيا (كتتار القرم) واللاجئين والصحفيين والمرأة والطفل.

وأشار عدد من المشاركين إلى أهمية أن يفعل هذا الملف بما يضمن حق الأقليات، وإلى أهمية إيجاد قوانين واضحة بهذا الشأن تبنى على أساسها خطوات عملية.

وفي حديث خاص للجزيرة نت أقرت ليفتشينكو كاتيرينا -مستشارة وزير الداخلية الأوكراني لشؤون حقوق الإنسان- بخلو القوانين الأوكرانية من نصوص تمس على سبيل المثال حقوق الأقليات والمرأة والطفل بشكل شامل ومتطور متقدم كما هو الحال في الغرب الأوروبي، معربة عن أملها في أن يكون عقد هذه الطاولة مؤسسا لعمل جاد في إطار تفعيل كل ما يخدم تلك الحقوق في البلاد.
وأشادت المشاركة أولغا فرينداك رئيسة جمعية مريم الاجتماعية النسائية ومديرة العلاقات العامة في اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" –أكبر مؤسسة اجتماعية في أوكرانيا تعنى بشؤون المسلمين وأبناء الجاليات العربية والإسلامية– بعقد هذه الطاولة، ووصفتها خطوة عملية بعيدة عن التنظير، وعقد مثيلاتها سيكون كفيلا بعلاج ظاهرة العنصرية وضمان حقوق الإنسان في المجتمع الأوكراني.
وأشارت إلى أن اتحاد المنظمات الاجتماعية شكل منذ مدة لجنة متابعة لهذه القضايا، لكنها اعتبرت أن تضافر الجهود بين جميع المنظمات الأوكرانية والأوروبية سيحقق نتائج أفضل في هذا الشأن.
المصدر : الجزيرة