المهاجرون الأفارقة بالمغرب يعيشون على التسول والمساعدات

المهاجرون الأفارقة بالمغرب يعيشون على التسول والمساعدات

نحو 15 ألف مهاجر يعيشون في المغرب (الجزيرة نت)

الحسن السرات-الرباط

يعتبر المغرب محطة عبور أو استقرار لعدد من المهاجرين السريين القادمين من بلدان ما تحت الصحراء الأفريقية الكبرى.. بعضهم يتحقق حلمه، وكثير منهم يسقط فريسة سهلة للغربة والفقر والتسول.

ذلك ما أكدته دراسة أنجزتها الجمعية المغربية للدراسات والبحوث حول الهجرة واللجنة الدولية من أجل تنمية الشعوب الموجودة في إيطاليا.

معدل بقائهم بالمغرب –حسب الدراسة- هو سنتان ونصف، ثلاثة أرباعهم أفصحوا عن رغبتهم في السفر نحو أوروبا، وينوي 72.6% تحقيق مشاريعهم، بينما لا يريد العودة إلى بلادهم سوى 10.6% و2.3% يرغبون في البقاء بالمغرب.

15 ألف بالمغرب
إبراهيم تانيغا (من غانا) روى للجزيرة نت كيف انتهى به المطاف بالمغرب إلى التسول.. بجانبه تقعد امرأة تحمل في يدها رضيعا، زعم أنها زوجته وذلك ولده. جاء إلى المغرب فلم يفلح لا في الدراسة ولا في الهجرة إلى أوروبا.. كل حلمه الآن أن يعود إلى غانا عبر الجزائر مشيا على الأقدام لو اقتضى الأمر.

وحسب تقديرات الدراسة، يتراوح عدد المهاجرين السريين الأفارقة بالمغرب بين 10 و15 ألفا، يتقدمهم النيجيريون بـ15.7% يتلوهم الماليون بـ13.1% ثم السنغاليون بـ12.8% وأخيرا مهاجرو الكونغو الديمقراطية بـ10.4%.

"
تمثل الهجرة السرية سوقا حقيقيا يحقق أرباحا كبيرة للمهربين، إذ إن أكثر من 52% من المهاجرين السريين دفعوا بين ألف إلى ألفي يورو للفرد الواحد
"

جمعيات المساعدة
تتعاون نحو 15 منظمة مغربية لتقديم المساعدة الممكنة لهؤلاء المهاجرين، حسب ما أوضحه رئيس جمعية ضحايا الهجرة السرية بالمغرب خليل جماح للجزيرة نت.

المساعدات المالية غير ممكنة، لكن الممكن هو استغلال إمكانيات وعلاقات الجمعيات المذكورة لفائدتهم، مثل السكن ومتابعة الدراسة وتسهيل العودة وضمان الحقوق.

في حي الفتح بالرباط يعرف الصغار والكبار الأفريقي الصغير عبد الله ابن الست سنوات، من أم معروفة وأب مجهول. أسمته أمه عبد الله وسعت لإدخاله إلى المدرسة المغربية دون جدوى. يقضي الغلام معظم وقته في اللعب مع أقرانه المغاربة، فاكتسب لهجتهم، وفي بعض الأحيان يصلي معهم في المسجد.

تجارة بشر مربحة
تمثل الهجرة السرية "سوقا حقيقيا" يحقق أرباحا كبيرة للمهربين، إذ إن أكثر من 52% من المهاجرين السريين دفعوا بين ألف إلى ألفي يورو للفرد الواحد.

ثلثا المهاجرين اعترفوا أنهم لجؤوا للتوفير الشخصي للمال بعد القيام بعمل. و71% استفادوا من المساعدة العائلية، و22% من مساعدة الأصدقاء، و23%اضطروا للاقتراض.

وتناولت الدراسة المشاكل التي تعرضوا لها في سفرهم، وتبين أن 80% اعتبروا الوقاية الصحية والتعب والعطش والجوع أهم المتاعب، ونحو الثلثين سقطوا مرضى، في حين تعرضت 36% من النساء للاغتصاب.

تسول ومساعدات
وصل معظم هؤلاء إلى المغرب عن طريق الجزائر (75.5%) تنقل 13.2% منهم جوا وسافر 7.2% بحرا، في حين جاء 5.7% برا عبر موريتانيا.

أما مداخيلهم بعد الهجرة، فصرح 59.4% بأنهم لا دخل لهم، في حين اعترف 18.8% بالتسول مصدرا لمداخيلهم، و11.5% من المهن الصغيرة، و7.9% يتلقون مساعدات من جمعيات خيرية، و2.3% لهم عمل خاص في أشغال البناء والتجارة الصغيرة والأعمال المنزلية.

الدراسة تناولت أيضا دخلهم الشهري، فبينت أن أغلب المهاجرين (41.9%) لهم دخل شهري يتراوح بين 44 و88 يورو، في حين يقل دخل 23.3% عن 44 يورو. كما يعيش ثلثاهم في غرف جماعية بينما 10.4% ليس لهم مسكن.

المصدر : الجزيرة