استطلاعات الرأي بأميركا والدقة المعرضة للمفاجآت

New Hampshire voters stand in front of a U.S. flag at a campaign rally for Senator Hillary Clinton (D-NY) in Nashua, New Hampshire January 4, 2008
بعض ناخبي ولاية نيو هامشير الأميركية أثناء الانتخابات التمهيدية (رويترز)
 
سيدي أحمد ولد أحمد سالم
 
أظهرت استطلاعات الرأي الأميركية التي سبقت الانتخابات الرئاسية التمهيدية بولاية أيوا تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على منافسيها خاصة المرشح باراك أوباما.
 

ورشحت تلك الاستطلاعات فوز المرشح الجمهوري ميت رومني على منافسيه خاصة المرشح مايك هاكابي. غير أن نتائج الانتخابات أعطت عكس ما توقعته استطلاعات الرأي.
 
وما حصل من تضارب بين توقعات الاستطلاعات ونتائج الانتخابات في ولاية أيوا تكرر في ولاية نيو هامشير حيث اتفقت الاستطلاعات على فوز أوباما وتقدمه على هيلاري بفارق 10 نقاط، فأفرزت الانتخابات فوز هيلاري بنسبة 39% على أوباما الحاصل على 37%.
 
الاستطلاع ونتائج الانتخابات

"
د. نجيب الغضبان: أغلب استطلاع الرأي بأميركا فيها هامش خطأ يزيد أو ينقص بثلاث نقاط عن النتيجة الصحيحة، وخلال الـ30 سنة الماضية أثبتت هذه الاستطلاعات دقتها
"
وتصاحب الانتخابات الأميركية التمهيدية والنهائية استطلاعات رأي كثيرة بعضها صادر عن محطات تلفزيونية وإذاعية مشهورة مثل محطة (سي إن إن) و(دبليو إم يو آر) و(فوكس نيوز)، وبعضها عن معاهد متخصصة مثل معهد غالوب ومعهد زغبي إنترناشيونال وغيرهما.
 
وبالنسبة لولاية نيو هامشير -مثلا- اتفق استطلاع معهد زغبي واستطلاع جامعة سوفولك ببوسطن على تقدم أوباما على كلينتون. وقد اعتمد معهد زغبي في استطلاعه على 893 ناخبا وحدد هامش الخطأ بـ3.3 نقاط. واعتمد استطلاع جامعة سوفولك على 250 ناخبا للديمقراطيين ونفس العدد للجمهوريين وبلغ هامش الخطأ في استطلاع سوفولك 4.4 نقاط. وجاءت نتائج التصويت عكس ما ذهب إليه الاستطلاعان رغم الإمكانات العلمية والفنية والمادية التي بذلت في إنجازهما.
 
وتتمتع استطلاعات الرأي الأميركية بمتابعة قوية من الناخبين ومن الإعلام على حد سواء. ولذلك يرى الدكتور أدموند غريب أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية بواشنطن أن "مؤسسات استطلاع الرأي بأميركا تتمتع بنزاهة، ومصداقيتها ليست موضوعة على المحك".
 
وحسب غريب فإن هناك أسبابا متعددة تقف وراء المفاجأة التي شكلها فوز هيلاري على أوباما في نيو هامشير وجاءت عكس جميع توقعات استطلاعات الرأي، منها ما يتعلق بناخبي الولاية ومنها ما يتعلق بالمرشحين أنفسهم.
 
فناخبو ولاية نيو هامشير في أغلبهم ناخبون مستقلون ليست لديهم انتماءات لا جمهورية ولا ديمقراطية، واهتماماتهم غير اهتمامات ناخبي أيوا، لذلك يصعب رصد توجهاتهم السياسية وميولهم الانتخابية.
ويرى مراقبون أن انهمار دموع المرشحة هيلاري قبيل انتخابات نيو هامشير بيوم أمام حشد من مناصريها أثر خاصة في ناخبات الولاية فحصلت هيلاري على نسبة 46% من أصواتهن ولم يحصل أوباما إلا على 34%.
يضاف إلى هذين العاملين كون 18% من المصوتين للحزب الجمهوري و15% من المصوتين للحزب الديمقراطي لم يفصحوا عن نواياهم إلا يوم التصويت نفسه.
 
ويؤكد الدكتور نجيب الغضبان أستاذ العلوم السياسية في جامعة أركنسو أن أغلب استطلاع الرأي بأميركا فيها هامش خطأ يزيد أو ينقص بثلاث نقاط عن النتيجة الصحيحة.
 
وخلال الـ30 سنة الماضية أثبتت هذه الاستطلاعات دقتها. ويضيف الغضبان "ينبغي أن نفرق بين الاستطلاعات الخاصة بالانتخابات التمهيدية التي تقع فيها أحيانا مفاجآت والاستطلاعات الخاصة بالانتخابات النهائية التي غالبا ما يكون هامش الخطأ فيها ضئيلا جدا."
المصدر : الجزيرة