حاخام سويسري ينصح مسلمي أوروبا بالصبر والحوار

الحاخام الذي قارن بين معاناة المسلمين اليوم في أوربا مع معاناة اليهود سابقا

الحاخام شميلتسر قارن وضع مسلمي أوروبا حاليا بوضع اليهود في النصف الأول من القرن الماضي (الجزيرة نت)

تامر أبو العينين-سان غالن

قال الحاخام السويسري هيرمان شميلتسر إن ما يتعرض له المسلمون الآن في أوروبا مشابه تماما لما قابله اليهود في النصف الأول من القرن العشرين، وطالب الجاليات المسلمة في الغرب بالتحلي بالصبر والبحث عن سبل الحوار البناء مع مختلف الأطراف على صعد متعددة.

تصريحات الحاخام للجزيرة نت جاءت على هامش افتتاح فعاليات أسبوع حوار الأديان الذي تنظمه مقاطعة سان غالن شمال شرقي سويسرا، لتعزيز أفكار التعايش السلمي المشترك بين أتباع الديانات المختلفة، وكسر حواجز الخوف من الآخر.

وحسب كاترين هيلبر وزيرة داخلية مقاطعة سان غالن فإن هذه الفعاليات تهدف إلى تشجيع جميع فئات المجتمع على اختلاف انتماءاتها العرقية والدينية على الحوار، من خلال أنشطة ثقافية وفنية واجتماعية مختلفة "يشارك فيها الجميع بانفتاح تام على الآخر".

مخاوف من اليمين
ولم تستبعد الوزيرة في حديثها للجزيرة نت لجوء بعض الأحزاب السياسية لمحاولة توظيف هذه الفعاليات لأهداف انتخابية والتخويف من المسلمين، لكنها رأت في الوقت نفسه أنها فرصة "كي يتمكن المسلمون من الدفاع عن أنفسهم وطرح وجهة نظرهم ورأيهم في التهم الموجهة إليهم، وذلك أمام الرأي العام الذي يعكس حضوره مدى اهتمامه بملف الاندماج والتعايش السلمي بين مختلف الأديان.

واستنكرت هيلبر الهجوم المتواصل على الجالية المسلمة أو بعض الأقليات العرقية، ورأت أن المهاجرين الذين اختاروا العيش في سويسرا لهم حقوق لا بد من ضمانها ولهم متطلبات ترتبط بعقائدهم يجب عدم إنكارها، ما دامت في حدود القانون.

undefined

ورأت أن نجاح هذه الفعاليات مرهون بالرغبة في التفاهم انطلاقا من مبدأ المساواة دون شعور أي طرف أنه سيسطر على الآخر، مع الحفاظ على الاحترام المتبادل.

قواعد اللعبة
وتتضمن فعاليات هذا الأسبوع العديد من حلقات النقاش حول القواسم المشتركة بين الأديان، وكيفية الالتفاف حولها لضمان التعايش السلمي في المجتمع، ورؤية الأديان للمشكلات الاجتماعية التي تمر بها أوروبا الآن التي ظهرت آثارها السلبية بشكل واضح على الأجيال الشابة.

وقد صدر عن الملتقى كتاب يتناول أهمية الالتزام بقواعد التعايش السلمي، ساهم في تأليفه ممثلون عن جميع الطوائف الدينية في سويسرا ونخبة من المحللين والساسة، ويعرض الكتاب بالتحليل الأثر الإيجابي للحوار بين الأديان على الجوانب السياسية والاجتماعية في المجتمعات المتعددة الثقافات.

وحسب هيلبر فإن هذا الكتاب يوضح أن التعايش السلمي بين مختلف الأديان في المجتمعات المتعددة الثقافات يحتاج إلى وضع "قواعد اللعبة" لجميع الأطراف.

وفي الكتاب يدعو وزير الثقافة السويسري باسكال كوشبان الحكومات إلى القيام بواجبها بتهيئة الأجواء المناسبة للحوار بين مختلف فئات وطوائف المجتمع، كي تجد الآراء المختلفة والتصورات الفلسفية مجالا للتعبير عن موقفها دون أن ينفرد أحد منها بالحقيقة المطلقة.

المصدر : الجزيرة