كوسوفو.. الأرض والشعب وثمن الاستقلال
الأرض في كوسوفو يغلب عليها السهول الخضراء المحاطة بالجبال والتلال، يجري فيها أربعة أنهار، وفيها 17 بحيرة، ومع ذلك فإن غالبية السكان فقراء وتبلغ نسبة البطالة بينهم 40%.
لمحة تاريخية
ظلت كوسوفو خاضعة للحكم التركي طيلة خمسة قرون منذ أن فتحها السلطان العثماني مراد الأول عام 1389 حتى هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى.
إلغاء الحكم الذاتي
في الثمانينيات ألغى الرئيس الصربي
في الرابع والعشرين من مايو/أيار 1992 انتخب الألبان روغوفا رئيسا لجمهوريتهم التي أطلقوا عليها اسم "جمهورية كوسوفو"، ولم تعترف بها صربيا.
حاول إبراهيم روغوفا المعروف بنهجه السلمي كسب تعاطف المجتمع الدولي ونيل اعترافه بجمهورية كوسوفو لكنه لم ينجح فكون الشباب الألباني خلايا عسكرية سموها جيش تحرير كوسوفو.
دخل الألبان والصرب برعاية دولية وبالأخص من حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مفاوضات عقدت في قصر رامبوييه بفرنسا في فبراير/شباط من العام 1999، ووافق الطرف الألباني على الخطة الدولية لإحلال السلام في كوسوفو والتي كان من أفكارها الرئيسية وضع كوسوفو لفترة من الوقت تحت إدارة الأمم المتحدة بينما رفضها الصرب.
انسحب الصرب بفضل ضربات جيش تحرير كوسوفو والضربات الجوية للناتو، وتحرر الإقليم من حكم ميلوسوفيتش الدموي لكن كان ثمن هذا التحرر غاليا فوفقا لإحصائيات لجنة حقوق الإنسان الكوسوفية فإنه قد تم:
-
قتل أكثر من 12 ألف ألباني (العدد كل فترة يتزايد باكتشاف المزيد من المقابر الجماعية، حيث اكتشف منها أكثر 550 مقبرة، كل واحدة منها تضم ما بين خمسين إلى 150 قتيلا، بين هذه المقابر ما يضم رفات 170 عائلة قتل جميع أفرادها).
-
تدمير وإحراق 128 ألف بيت.
-
فقدان حوالي 3200 ألباني لا يعرف لهم أثر.
-
اغتصاب أكثر من 3000 فتاة وسيدة.
-
تعذيب عشرات الآلاف في معسكرات جماعية.
قرار 1244
بعد انتهاء الحرب في منتصف عام 1999 أصدر مجلس الأمن قراره رقم 1244 ليحدد شكل ومهمات الإدارتين الدوليتين العسكرية والمدنية المكلفتين بإدارة إقليم كوسوفو.
ووفقا للقرار الأممي فقد تشكلت قوة دولية تعرف باسم كيفور KFOR، مؤلفة من خمسين ألف جندي، ينتمون إلى 39 دولة، ويتوزعون على خمس مناطق تتولى قيادتها خمس دول، هي: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا وإيطاليا، ومهامها تتلخص في:
-
ضمان الأمن.
-
مراقبة الحدود.
-
تسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية.
ولم يحد قرار مجلس الأمن جدولا زمنيا للانتهاء من هذه المهام، ولم يضع تاريخا لسحب تلك القوات.
أما الشؤون المدنية فتديرها هيئة متخصصة تعرف باسم "أونميك" يترأسها ممثل عن الأمم المتحدة، ويعد هو الحاكم الفعلي لكوسوفو، ودورها تنفيذي، وهي أشبه بإدارة انتقالية في إطار حكم ذاتي ريثما يتم التوصل إلى صيغة نهائية للحكم.
-
فرع الأمن، يتولى مسؤوليته ألفان وخمسمئة رجل شرطة، قدموا من بلدان مختلفة.
-
فرع المساعدات الإنسانية، وتتولاها المفوضية العليا للاجئين.
-
فرع بناء المؤسسات وترسيخ الديمقراطية، تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
-
فرع الاقتصاد، ويتحمل مسؤوليته الاتحاد الأوروبي.
هذه الإدارة المختلفة تمارس عملها بالتعاون مع حكومة محلية مؤقتة تم تشكليها إلى حين إجراء انتخابات عامة في البلاد، وبالتنسيق مع ما يزيد عن ثلاثمئة من المنظمات غير الحكومية.
تواجه كوسوفو مشكلة مزمنة تهدد دوما أي صيغة للسلام بعدم الفعالية، هذه المشكلة تتمثل في مشاعر الكراهية والحقد الدفين والمتوارث عبر أكثر من ستمئة عام بين الأقلية الصربية والأغلبية الألبانية، وهو ما يتخذ أشكالا مختلفة من الصراع ويتسبب باستمرار في عدم الاستقرار.