الحركة الإسلامية في إسرائيل والمواجهة من أجل الأقصى

Thousands of Israeli Arabs protest against Israeli excavations near the al-Aqsa mosque compound in Jerusalem's Old City, in the northern Israeli Arab town of Nazareth
بداية السبعينات هو زمن تأسيس الحركة الإسلامية كما تقول أدبياتها، وقد جاءت بعد انتشار التيار الإسلامي في فلسطين، وتأثرت بعوامل عدة من أهمها هزيمة العرب في حرب 1967، وقيام الثورة الإسلامية في إيران.
 
والمؤسس الأول للحركة هو الشيخ عبد الله نمر درويش الذي انطلق في نشاطه الإسلامي من قرية كفر قاسم ثم ظهر أمر الحركة في منطقة المثلث تحت عنوان العودة للإسلام وشريعته، ومن هناك أخذت تنتشر في أماكن التواجد العربي في إسرائيل.
 
وتعرضت الحركة بداية الثمانينات لضربة أمنية حيث اعتقل بعض قادتها في 1981 وكان منهم الشيخان درويش ورائد صلاح، بتهمة الانتماء لتنظيم "أسرة الجهاد" المتهم ببعض"الأعمال التخريبية"، وفي التسعينات انتهجت الحركة خطابا دينيا شبيها بالذي تتبناه حركة الإخوان المسلمين من حيث المضمون الديني أو الثقافي والاجتماعي.
 

"
الحركة شاركت في الانتخابات المحلية منذ 1984 دون مشاكل تذكر، ولكن عندما قرر الشيخ درويش المشاركة في انتخابات الكنيست في 1996، انقسمت الحركة على نفسها بسبب رفض فريق من أبنائها المشاركة في العملية
"

الانتخابات المحلية

وكانت الحركة قد شاركت في الانتخابات المحلية منذ 1984 دون مشاكل تذكر، ولكن عندما قرر الشيخ درويش المشاركة في انتخابات الكنيست في 1996 انقسمت الحركة على نفسها، بسبب رفض فريق من أبنائها المشاركة في العملية، ومن أبرز الرافضين الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب.
 
وكرس الانقسام نفسه وانسحب على البنية التنظيمية، حيث أصبح هناك حركة إسلامية (الفرع الجنوبي)، مقرها المثلث الجنوبي من أراضي عرب 48، وهي التي استمر الشيخ درويش في قيادتها ويترأسها حاليا الشيخ إبراهيم صرصور، وتتبنى ما تطلق عليه "مشروع المقاومة المدني" وتتجنب التصادم الحاد مع السلطات الإسرائيلية وترى في المشاركة الانتخابية سبيلا ممكنا لتحصيل حقوق الأقلية العربية.
 
الفرع الشمالي
وظهرت الحركة الإسلامية الفرع الشمالي في المثلث الشمالي من أراضي عرب 48 بقيادة الشيخ رائد صلاح، وأنشأت عشرات المؤسسات الخدمية والتثقيفية، وتبنت شعار "المجتمع العصامي"، وتجاوزت اهتماماتها مجتمع أراضي 48 إلى إغاثة ومساندة الفلسطينيين في الضفة وغزة، ونشطت في تبني قضاياهم وحاجاتهم بما يتعارض مع السياسات الإسرائيلية القائمة.
 
وتميز الفرع الشمالي باعتماد أسلوب المواجهة للنظام الإسرائيلي ومخالفة سياساته، وتعرض منذ سبتمبر/أيلول 1999 لحملات منظمة ضده، شملت التضييق عليه وعرقلة نشاطه والحد من حركة قادته -خاصة باتجاه الضفة وغزة- وإغلاق بعض مؤسساته بذرائع قانونية مختلفة، بعد اتهام إسرائيل عناصر قالت إنهم من الفرع الشمالي بالمسؤولية عن تفجيرات "انتحارية".
 

الشرطة تعتقل الشيخ صلاح خلال احتجاجات على حفريات باب المغاربة (الجزيرة-أرشيف)
الشرطة تعتقل الشيخ صلاح خلال احتجاجات على حفريات باب المغاربة (الجزيرة-أرشيف)

الانتفاضة الثانية

ومع قيام أرئيل شارون بزيارته الشهيرة للمسجد الأقصى في  2000 كانت الحركة قد دخلت في مواجهة مع السلطات الإسرائيلية رافضةا للزيارة، ما جعلها موضع اتهام بالتحريض على الانتفاضة التي اندلعت آنذاك، ومنذ ذلك الوقت واصلت هذا النهج بانتظام، وكرست عناصرها وإعلامها ونشاطها لحماية الأقصى، وأطلقت احتفالا سنويا باسم "الأقصى في خطر".
 
وتعرض بعض عناصرها للسجن، ولاسيما رئيسها الذي سجن لسنتين 2003-2005، لكنها استمرت في سياستها، وقامت مؤخرا بدور فعال في مواجهة الحفريات الإسرائيلية عند باب المغاربة.
 
الخط الذي انتهجته الحركة الإسلامية في المثلث الشمالي خلع على زعيمها الشيخ رائد صلاح لقب "شيخ الأقصى"، وحركته تعتبر من أقوى الحركات بين عرب 48، ويبدو أن المواجهة بينها وبين السلطات الإسرائيلية لن تهدأ، وربما كان آخر حلقاتها ما أعلنته النيابة العامة الإسرائيلية من توجيه تهمة لرئيسها "بالتحريض على العنف والعنصرية" والدعوة لانتفاضة ثالثة.
 
جدير بالذكر أن العلاقة بين فرعي الحركة الجنوبي والشمالي لم تنقطع، وجرى الحديث مرارا عن العمل على إعادة توحيد الحركة، لكن الصورة الأوضح حتى الآن، أن المواجهة مع إسرائيل تحظى بالاهتمام الأكبر.
______________
الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة