مسيحيون لبنانيون يحذرون من أسلمة الدولة

AFP/Lebanese Prime Minister Fuad Siniora speaks during a press conference in Beirut, 13 February 2007. Siniora vowed to pursue the "terrorists" behind today's deadly bombings which he said were carried out by the same forces who murdered his predecessor Rafiq Hariri
 
أواب المصري–بيروت
 
يتهم مسيحيون لبنانيون حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بـ"أسلمة" البلاد, وعدم مراعاة التوازن الطائفي ومخالفة الدستور. وقال المطران بشارة الراعي المقرب من البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير إن "حكومة السنيورة آخذة في أسلمة لبنان".
 
كما أبدى مجلس المطارنة الموارنة في بيان له ملاحظات على عملية التعاقد في قوى الأمن الداخلي, قال فيه إنها لا تراعي التوازن الطائفي, واصفا المرسوم الحكومي بانضمام لبنان إلى "عهد حقوق الطفل في الإسلام" بأنه مشروع يخالف الدستور والمنحى المدني للدولة اللبنانية, وبأنه يتجاهل وجودهم.
  
وساق بعض المسيحيين أدلة كثيرة للدلالة على تهميشهم, منها ما سموه تغييبهم عن التعيينات الإدارية والوظائف العامة خاصة الفئة الأولى، وإلى إصدار الحكومة اللبنانية قبل فترة قرارا بإلغاء يوم "الجمعة العظيمة" كعيد تعطيل رسمي للمسيحيين في لبنان دون استشارة المرجعيات المسيحية، الأمر الذي تراجعت عنه الحكومة بعد تعرضها لحملة انتقادات.
 
وليس جديدا على المسيحيين في لبنان شعورهم بالخوف على وجودهم، لاسيما أنهم يدركون أنهم أقلية في محيط غالبيته من المسلمين، لكن الجديد هو أن التعبير عن هذا الخوف بات اليوم أكثر صراحة وحدة، وتتصدر التعبير عنه المرجعية الرسمية للمسيحيين في لبنان (البطريركية المارونية).
 
undefinedدعوة للحوار
وفي هذا السياق قال رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي الأب الدكتور أنطوان ضو إن المخاوف التي طرحها مجلس المطارنة الموارنة في بيانه الأخير لها أساس لكن الخطاب لم يكن موفقا.
 
واعتبر في تصريحات للجزيرة نت أن "على الخطاب المسيحي في لبنان أن يعي أننا في عالم إسلامي، وأن للإسلام تشريعاته التي يجب علينا كمسيحيين لبنانيين احترامها", لافتا إلى أن المسألة لا تتم معالجتها بإصدار البيانات والمواقف الحادة، ودعا في الوقت نفسه إلى الحوار حولها والتروي في إصدار المواقف.
 
وعن دور الأحداث الدائرة في مخيم نهر البارد في إثارة مخاوف المسيحيين قال ضو إن ما يجري في نهر البارد أثار مخاوف المسلمين قبل المسيحيين، خاصة أن "من يفجّر المشاكل في أحيان كثيرة هم بعض السياسيين أو الأغبياء أو الجهلة، الذين يستغلون اسم الإسلام أو المسيحية لتحقيق مآربهم الشخصية والسياسية".
 
موقع الرئاسة
من جانبه لفت المحلل السياسي مدير معهد العلوم الإجتماعية طلال عتريسي إلى أن مصدر الخوف الأساسي لدى المسيحيين ليس ناشئا من بعض التعيينات الإدارية أو مسألة الانضمام لمعاهدة حقوق الطفل المسلم، إنما ناشئ من خوف المسيحيين على موقع رئاسة الجمهورية.
 
undefinedوعزا عتريسي في تصريحاته للجزيرة نت ذلك التخوف إلى أن المسيحيين يعتبرون هذا الموقع ضمانة لوجودهم, لافتا إلى أن موقع الرئاسة بفعل الأزمة السياسية في لبنان تعرض لحصار وتهميش ولعدم فاعلية، ما خلق شعورا لدى المسيحيين بالارتباك والتهميش.
 
وأضاف أن بعض الوسط المسيحي يعتبر أن المشكلة هي مع شخص الرئيس إميل لحود، في حين يعتبر البعض الآخر أن المشكلة تكمن في موقع رئاسة الجمهورية الذي بدأ يفقد دوره لمصلحة رئاسة الحكومة التي تمسك بزمام الأمور الآن.
 
كما اعتبر المحلل السياسي أن هذه المشكلة تتفاقم بين مرحلة وأخرى، بسبب بعض التعيينات الإدارية التي لا يتم فيها مراعاة التوازن الطائفي الذي يحرص عليه المسيحيون, مشيرا إلى أن مسألة التفاهم حول رئيس الجمهورية المقبل وإعادة الاعتبار إلى موقعه سيدفع بمخاوف المسيحيين إلى التراجع.
 
وأكد عتريسي على ضرورة الوجود المسيحي في لبنان، لأنه ليس لمصلحة أحد دفع الأمور في لبنان باتجاه مخالف لذلك، خاصة أنه بات بإمكان كل طرف في لبنان جلب تدخلات وحماية خارجية اللبنانيون في غنى عنها الآن، حسب قوله.
المصدر : الجزيرة