المسجد الأحمر الخط الفاصل بين مشرف والإسلاميين

صورة للمسجد الأحمر
مشرف أعلن وجود شبكة إرهابية تتبع المسجد الأحمر (الجزيرة نت)
 
مهيوب خضر-إسلام آباد
 
أصبحت تداعيات أزمة المسجد الأحمر تسير نحو مزيد من التصعيد لا سيما بعد إرسال الحكومة الفيدرالية في إسلام آباد تعزيزات عسكرية إلى إقليم الحدود الشمالي الغربي الذي تحكمه الأحزاب الإسلامية.
 
وأدت تلك الخطوة إلى زيادة توتر علاقة الحكومة بهذه الأحزاب التي تحدثت عن "مؤامرة أميركية" ينفذها رئيس البلاد الجنرال برويز مشرف بغية القضاء على المدارس الدينية.
 
وكان مشرف قد تحدث في خطابه للشعب الباكستاني الخميس الماضي عن وجود "شبكة إرهابية" تتبع المسجد الأحمر في إقليم الحدود الشمالي الغربي وعاصمته بيشاور.
 
وأشار إلى أن الحكومة لن تسمح بظهور مسجد أحمر جديد وأنه سيتم القضاء على هذه الشبكة وتطهير كل شبر من أراضي باكستاني ممن أسماه الإرهابيين.
 
ووصلت بالفعل آلاف من قوات الجيش إلى مدن سوات ودير وملاكند في إقليم الحدود الشمالي الغربي.
 
إسلام آباد نشرت قوات الجيش بمدن إقليم الحدود الشمالي الغربي (رويترز)
إسلام آباد نشرت قوات الجيش بمدن إقليم الحدود الشمالي الغربي (رويترز)
مؤامرة أميركية
وتحدث مجلس العمل الموحد -الذي يضم ستة أحزاب إسلامية- عن مهاجمة الجيش لجامعة ملاكند الدينية واعتقال 57 طالبا من طلابها الأمر الذي رفع من مستوى التوتر بين الحكومة والأحزاب الإسلامية التي ترعى هذا النوع من الجامعات.
 
رئيس مجلس العمل الموحد قاضي حسين أحمد الذي قرر تقديم استقالته من البرلمان احتجاجا على أحداث المسجد الأحمر، نفى وجود الشبكة الإرهابية التي تحدث عنها الجنرال مشرف في إقليم الحدود.
 
وأضاف في حديث مع الجزيرة نت أن "ما يوجد في إقليم الحدود هو المدارس الدينية، وهناك مؤامرة أميركية ضد هذه المدارس ينفذها الجنرال مشرف".
 
وشدد على أن حكومة إقليم الحدود لم تطلب قوات إضافية وأنها قادرة على ضبط الأمن في أراضي الإقليم، وأشار إلى وجود مخطط لتقسيم المجتمع الباكستاني إلى معتدلين ومتشددين موضحا أن هذا أمر خطير ولا يسكت عليه.
 
وكان مشرف قد أثنى في خطابه الأخير على دور المدارس الدينية موضحا أنه دافع عنها في الأوساط الدولية وأنه وصفها بأنها أكبر مؤسسة خيرية في العالم وأن كل ما تحتاجه هذه المدارس هو مساعدات دولية لتطوير نهج التعليم فيها.
 
وهو بذلك يحاول أن يحصر المواجهة مع عدد من المدارس التي قد تكون منخرطة في أعمال إرهابية فيما الأحزاب الإسلامية تتحدث عن مواجهة شاملة من طرف الحكومة ضد المدارس الدينية برمتها.
 
مخاوف التقسيم
المحلل السياسي عظيم صديقي تحدث عن مستقبل مظلم في إقليم الحدود الشمالي الغربي وأشار في حديثه مع الجزيرة نت إلى أنه يتوقع مزيدا من إسالة الدماء والتدمير في الإقليم.
 
الإسلاميون يتهمون مشرف بتنفيذ مؤامرة أميركية (الفرنسية)
الإسلاميون يتهمون مشرف بتنفيذ مؤامرة أميركية (الفرنسية)

وقال إن ما يكرس ذلك هو الانقسام الذي يشهده المجتمع الباكستاني بين معتدل ومتشدد إضافة إلى تدهور علاقة الحكومة بالمدارس الدينية من جهة والأحزاب الإسلامية من جهة أخرى.

 
وعلى صعيد الأحزاب السياسية المعارضة فإن حزب الشعب الذي تقوده بنظير بوتو هو الوحيد الذي أيد قرار الحكومة باقتحام المسجد الأحمر وهو ما رأى فيه مراقبون مؤشرا على تقارب كبير بين مشرف وبوتو لخوض الانتخابات المقبلة كجبهة واحدة ضد من يسميهم الجنرال مشرف المتعصبين والمتشددين.
 
مفترق طرق
وأدى دخول واشنطن على خط أزمة المسجد الأحمر وتأييدها لقرار مشرف باستخدام القوة ضد طلبة المسجد إلى رفع درجة الاحتقان.
 
وأبدت بهذا الصدد أجزاء واسعة من الشارع الباكستاني معارضتها للحكومة وهو ما شكل بحد ذاته دليلا لدى القوى الإسلامية على ما تدعيه من تنفيذ مشرف لمؤامرة أميركية ضد المدارس الدينية في البلاد.
 
وإذا ما ثبت لاحقا أن مقتل 24 جنديا في ميران شاه بإقليم وزيرستان السبت ردة فعل على ما حدث في المسجد الأحمر في العاصمة إسلام آباد، فإن باكستان قد تكون على مفترق طرق فيما يتعلق بمستقبلها.
المصدر : الجزيرة