في العراق.. الصحفي مقتول

epa00938200 Iraqi journalists gather in front of the central office of the Iraqi Journalists Union in Baghdad on Wednesday, 21 February, 2007. Iraqi journalists organized a strike after US troops stormed the central office and arrested nine guards. EPA/MOHAMMED JALIL
فاضل مشعل-بغداد
 
يواجه الصحفيون في العراق منذ الغزو الأنغلوأميركي في مارس/آذار 2003 مخاطر جمة على رأسها الاختطاف والاغتيال والقتل. وفي انتظار تشريع أو تشكيل لجنة حماية تنقذهم، يعيش العاملون في مهنة المتاعب حياة يرثى لها ما بين مغامر بحياته في شوارع المدن العراقية ومعتزل بمنزله مفضلا مواجهة شظف العيش والفقر على الموت.
 
ويقول الصحفي العراقي المخضرم كمال عبد الكريم (78 عاما) إنه ينظر بحزن لحال زملائه الذين يرتدون الستر الواقية من الرصاص ويتجولون في شوارع المدن العراقية.
 
ويشترك الصحفي ناصر جواد (77 عاما) مع رأي زميله عبد الكريم فيقول للجزيرة نت "لا أجد عملا في الصحافة لا يدفعني إلى التجوال في الشوارع ويضطرني مرغما أن أركض بكل سرعة لأنجو من الموت، خاصة وأنني خلال عملي أحب التقاط أنفاس الناس وهي حارة لكي أضعها في متناول القارئ".
 
أما خليل الصحفي في صحيفة الصباح الحكومية فقال "أوضاعنا في العراق خرجت عن المألوف، ليس لدينا ضمانات أو حماية، ليست هناك قوانين تضمن تعويض من يصاب منا بضرر.. عقدت الكثير من الاجتماعات والندوات التي طالبت بحماية الصحفيين دون جدوى".
 

 
 

قصص القتل


ويورد أحد العاملين في نقابة الصحفيين للجزيرة نت قصص موت العشرات من الصحفيين العراقيين.
 
ويشرح الرجل طرق موت زملائه بحزن "قفزت نغم أبو زهرة التي تعمل مذيعة في إحدى القنوات العراقية من شباك شقتها هربا من الموت عندما داهمتها مجموعة مسلحة فكانت كسورها أرحم من القتل".
 
كما يروي قصص "قتل عدنان البياتي الذي يعمل في وكالة إيطالية أمام أعين ابنته وزوجته، وبعد شهرين فقط من اغتيال زوجها اغتيلت مذيعة تلفزيونية أخرى هي  لقاء عبد الرزاق وغيرهم".
 
أما الصحفيون الباقون -يضيف- فإنهم يواجهون رسائل التهديد باستهجان حينا أو باعتزال العمل ومغادرة البلاد حينا آخر.  
 
ويعتبر تاراس بروتسبوك (35 عاما) المصور في وكالة رويترز أول من تلقى الرصاص من الصحفيين في بغداد على يد القوات الأميركية التي أطلقت عليه النار وهو في الطابق الـ14 من فندق فلسطين ميريديان بكاميرته ليصور اللقطات الأولى لاجتياز أول دبابة أميركية جسر الجمهورية وسط بغداد.
 
ومنذ أن قتل بروتسبوك -الأوكراني الجنسية- في الثامن من أبريل/نيسان 2003 وحتى إطلاق الرصاص على الإذاعية العراقية الشهيرة أمل المدرس في حي الجامعة غربي بغداد يوم 27 أبريل/نيسان الماضي، بلغ عدد الصحفيين الذين قتلوا أو تعرضوا لمحاولات اغتيال أو خطف في العراق 139 صحفيا قتل بينهم 63 واختطف آخرون لم يعرف مصيرهم حتى الآن ولا يزال قسم آخر منهم داخل السجون.
 
مخاطر مهنية

"
منذ غزو العراق قبل أربع سنوات بلغ عدد الصحفيين الذين قتلوا أو تعرضوا لمحاولات اغتيال أو خطف 139 صحفيا
"

وفي معرض حديثه عن مخاطر المهنة، قال الرجل في نقابة الصحفيين "أطوار بهجت، محسن خضير، محمد البان، طارق أيوب، أحمد رشيد, هذه بعض أسماء قائمة الصحفيين الذين رحلوا في ظروف موت مجاني وهم ينقلون الحقيقة بحيادية كما يرتب عليهم الواجب المهني".

 
وأضاف أنه في كل الحروب مهما كانت همجيتها هناك احترام لمهمة الصحفيين والأطباء من قبل الأطراف المتحاربة، لكن في العراق "تستهدف جميع الأطراف جميع الصحفيين لمجرد أنهم صحفيون".
 
من جانبه اعتبر الصحفي في جريدة الزمان خيون أحمد الصالح أن المخاطر التي تواجه الصحفيين في العراق ليست من النوع الذي يواجه أقرانهم في بقية العالم, لأن الصراع في البلاد له أطراف متنوعة ومختلفة ومن جميع الأصناف والكل يلاحق الصحفي لكتابته خبرا أو تقريرا لا يروق لجماعة معينة.
 
ويؤكد تقرير لإحدى الوكالات المعنية بشؤون الصحفيين أن عدد القتلى في صفوفهم في العراق يفوق بشكل كبير وربما يتجاوز الضعف من عدد الصحفيين الذين قتلوا أثناء وبعد حرب فيتنام.
المصدر : الجزيرة