النساء والقرآن.. مثقفات مغربيات في قراءة جديدة لتحرير المرأة

الجزيرة نت: أسماء المرابط رفقة طبيبات ومحاميات ومهندسات في جلسة تفسير للقرآن- الحسن السرات- الرباط

الحسن السرات-الرباط

التأم شمل ثماني مثقفات مغربيات في حلقة دراسية لتفسير القرآن الكريم والنظر في الآيات والسور الخاصة بوضع المرأة في الكتاب العزيز، ومقارنته بواقع الحال في المجتمعات العربية الإسلامية والمجتمعات الغربية أيضا.

نساء مختلفات في تخصصاتهن، متفقات في مقصدهن وغايتهن، ففيهن طبيبات للأطفال والعيون، ومحاميات ومهندسات وفنانة، تقودهن الكاتبة المغربية المعروفة في الأوساط الأوروبية أسماء المرابط.

وقد تجاوز نشاط المثقفات حدود المغرب حين التفتت إليهن فضائيات غربية مثل "أرتي" الألمانية، وقناة "كنال بلوس" الإسبانية.

فكرة ورائدة
انبثقت فكرة الحلقة الدراسية منذ عامين حين التقت بعضهن بأسماء المرابط في محاضرات وندوات عن كتابيها المنشورين بالفرنسية "مسلمة وكفى" و"عائشة زوجة الرسول أو الإسلام في المؤنث".

وتعد أسماء المرابط، وهي طبيبة أطفال بمستشفى ابن سينا بالرباط، مثقفة مسلمة تتقن مخاطبة الغرب والفئات الفرنكوفونية، وأحد وجوه الطريق الثالث في المسألة النسائية، إذ تنادي وتكتب عن "النسائية الإسلامية"، وهي عضو في هيئات ومنظمات ثقافية وفكرية عدة بأوروبا، وألقت محاضرات وندوات عدة هناك وفي وكندا وأميركا.

وتعتبر أسماء المرابط أن المرأة المسلمة في عالم اليوم تعاني من تطرفين هما تطرف باسم الإسلام يحكم عليها بالجهل والتزمت، وتطرف من الغرب يجعل منها خطرا عليه.

وترى أن الحل الأمثل للتحرر هو تمكن المرأة المسلمة من العودة بنفسها إلى أصول الإسلام قرآنا وسنة، ويعتبر كتابها عن عائشة رضي الله عنها تأصيلا وبرهانا على ذلك.

أسماء المرابط وزميلاتها لفتن انتباه وسائل الإعلام الغربية (الجزيرة نت)
أسماء المرابط وزميلاتها لفتن انتباه وسائل الإعلام الغربية (الجزيرة نت)

ومنذ عامين والحلقة الدراسية حول النساء في القرآن تنعقد مرة في الشهر، يتدارسن فيها قضايا عدة مثل خلق آدم وحواء، وقصة الملكة بلقيس، وزوجة عزيز مصر وقصتها مع نبي الله يوسف عليه السلام، وأم موسى عليه السلام وأخته وآسية زوجة فرعون، وفتاتي مدين.

ميثاق وجمعية
ولن يتوقف عمل هؤلاء المثقفات في حدود الجلسات والمدارسات، بل إنهن يبغين إخراج الفكرة إلى الجمهور في قالب قانوني منظم، بعد انتخابات المغرب المقبلة، ومن ثم اتفقن فيما بينهن على ميثاق للدائرة المنتظرة. وأطلقن على المشروع اسم "دائرة التفكير والبحث حول قضية المرأة والحوار الثقافي".

ويوضح ميثاق هذه الدائرة الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه أهداف الجمعية النسائية القرآنية ومجالات عملها، كما يتحدث عن الصورة المشوهة للمرأة المسلمة وأسبابها، منتهيا إلى ضرورة إنجاز "قراءة جديدة انطلاقا من منظور نسائي يتيح "تنظيف" الساحة، عبر حوار ثقافي.

وتصر أسماء المرابط، في حديثها للجزيرة نت، على أن هذه القراءة الجديدة لنصوص القرآن الكريم حول المرأة تجري داخل النسق الإسلامي وغير منفصلة عنه، ومتشبثة بالأصلين الكبيرين القرآن والسنة.

الفرنسية للتواصل
اللغة المعتمدة والغالبة عند هؤلاء المثقفات هي الفرنسية، وذلك يرجع إلى سببين، كما توضح أسماء المرابط والمحامية نادية أولهري رئيسة جمعية عمل النساء القانونيات، الأول هو أن أغلب هؤلاء المثقفات ينحدرن من أوساط مغربية غنية كانت اللغة المتداولة عندهن هي الفرنسية، والثاني أن نشاط المثقفات المسلمات موجه بالدرجة الأولى إلى هذه الفئة وإلى الغرب عموما.

المصدر : الجزيرة + وكالات