شباب العراق بين ثلاثية الدين والوطنية والهجرة

حائرون .. فالطريق إلى الجامعة محاط بالمخاطر
فاضل مشعل-بغداد
 
مع تصاعد أعمال العنف المستمرة في العراق ومع فشل الخطط الأمنية التي وضعتها حكومة نوري المالكي للسيطرة على الوضع الأمني، انعكس كل ذلك على شريحة كبيرة من المواطنين خاصة الشباب وأثر على واقعهم وآمالهم ومستقبلهم.
 
يقول الأكاديمي والمثقف العراقي خليل عبد الناصر إن "النوازع التي تفوز بداخل شباب الجيل الحالي غريبة وخالية من الروح الوطنية, وخالية من نزعة توحيد الوطن" مضيفا أن "معظم الجيل الجديد ينظرون إلى الوطن على أنه المنطقة التي تسكنها الأكثرية المذهبية التي ينتمون إليها".
 
وأوضح عبد الناصر أن الشباب أيضا أصبحوا بعيدين عن الطموح في إيجاد مستقبل داخل البلد "والكل يبحث عن مبلغ من النقود يمكنه من مغادرة العراق والبدء من الخارج في بناء مستقبله" مشيرا إلى أن مراجعة السفارات الأجنبية والسفر لدول الجوار للبحث عن منفذ وتوطيد العلاقات مع الأقارب والأصدقاء بالخارج صارت الشغل الشاغل للشباب العراقي.
 

undefined
من جانبه قال أحمد عبد العزيز -وهو مقيم بسوريا- إن حال العراقيين في الخارج يرثى له "أصبحنا مثالا للكسل والبطالة, وترك معظمنا الدراسة في الجامعات والثانويات وحتى المدارس الابتدائية".
 
واستطرد عبد العزيز بقوله "الكل في الخارج عاطل عن العمل, ينتظر إما الفرار إلى أوروبا وطلب اللجوء الإنساني هناك أو انتظار تحسن الوضع الأمني بالعراق والعودة إليه".
 
أما الطبيبة عفاف نور الدين فترى أن "قيادة هذا الجيل والتأثير فيه من قبل المدارس والجامعات أمر أصبح مستحيلا بفعل عوامل عديدة أهمها شيوع الميل لجعل المعتقد الديني خيارا سياسيا ينظر إليه كل فريق على أنه الخيار الأوحد ولا خيار سواه وأصبح الحديث عن الوطنية والوطن أمرا يدعو للسخرية داخل منتديات الشباب".
 
وأضافت أن "المسؤوليات في الحكومة تتوزع وفقا للمذاهب والأديان والقوميات, وفي الجيش تتوزع الفرق العسكرية على أساس المذهب والقومية, ويسري ذلك في كل جوانب الحياة الأخرى".
 
رأي الشباب
ولاستطلاع رأي الشباب أخذت عينة، ومنهم سلمان عبد الله ماضي (24 عاما) الذي قال إنه يعتقد أن "المذهب الذي أنتمي إليه هو صاحب الحق في إقامة حكم الله في الأرض وبقية المذاهب على ضلال".
 
undefinedأما صلاح مهدي فيجد أن الحل الأمثل للنجاح يتمثل في مغادرة العراق والبحث عن المستقبل في الخارج حيث لا توجد مذهبيات, منتقدا خفوت صوت الوطنية مقابل المذهبية.
 
وللمدرس حسن علي السوداني رأي آخر حيث يقول "بدأت أسمع في بعض الأوساط داخل العراق ما يفيد أن البلد جديد العهد بتسميته وفئاته وتقسيماته, وأن كل ما يعني العراق ليس صحيحا, وهو تشكيلة بشرية حديثة يمكن أن تعاد إلى أصولها العثمانية عندما كانت مجرد ولايات تابعة للسلطان العثماني".
 
وحدة العراق
بالمقابل يخالف عضو حزب الدعوة أحمد جاسم رأي السوداني ويقول إن وحدة العراق "حقيقة غير قابلة للتفاوض والنقاش والأطروحات الجديدة والقديمة التي تقول إن تسمية العراق جديدة وإن أصله يتكون من ثلاث ولايات كما في عهد العثمانيين أمر مستغرب".
 
ويقول عضو الحزب الإسلامي عاصم ذنون أن مثل تلك الأفكار أخذت تتسع داخل نفوس الجيل الجديد من الشباب العراقي, معربا عن اعتقاده أن "تعدد الأفكار وتنوعها ظاهرة صحية وقاعدة لبناء أفكار ومشاريع أعم وأكبر في سبيل الوطن".
المصدر : الجزيرة