جولات السفير الأميركي بالأردن تثير انتقادات متزايدة

شبيلات ما يقوم به السفير الامريكي لا تسمح به دولة تحترم سيادتها
شبيلات: ما يقوم به السفير الأميركي لا تسمح به دولة تحترم سيادتها (الجزيرة نت)

محمد النجار-عمان

 
كثف السفير الأميركي بالأردن ديفد هيل من جولاته بمناطق متفرقة في المملكة, رغم ما تثيره تلك الجولات من انتقادات شعبية، لم تعلق عليها الحكومة حتى الآن ولزمت الصمت.

هذه الجولات توسعت مؤخرا لتصل حد قضاء السفير أياما كاملة في بعض المحافظات لاسيما النائية، بل إن كثافتها في الأسابيع الأخيرة دفعت بصحيفة السبيل المعارضة للتعليق بأن السفير بات "ينافس" رئيس الوزراء معروف البخيت في جولاته على المحافظات المختلفة.

غير أن مراقبين يرون في جولات السفير الأميركي محاولة من واشنطن لتغيير الصورة السلبية عن سياساتها لدى الشعب الأردني. وكان استطلاع دولي للرأي أجري عام 2005 كشف عن أن أكثر من 90% من الأردنيين يكرهون السياسة الأميركية ويعتبرونها ظالمة.

الجولة الأخيرة للسفير كانت في محافظتي العقبة ومعان جنوبي المملكة، وفيها التقى السفير طلبة جامعيين وآخرين في المرحلة الثانوية، وشارك في حفل تخريج مئات الطلبة الذين خضعوا لبرنامج ثقافي لتعليم اللغة الإنجليزية مولته وكالة الإنماء الأميركية (US-AID)، وبرامج عديدة لتنمية المجتمعات المحلية.

أكثر ما أثار الجدل في جولة السفير هيل انتقاده لسياسات بلاده في العراق واعتبارها خاطئة، وهي التصريحات التي تحدث بها في جامعة الحسين في معان ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية، لكن السفارة الأميركية نفت ما قاله سفيرها أمام عشرات الطلبة والأكاديميين.

ويصف المعارض السياسي ليث شبيلات جولات السفير الأميركي بالمنتهكة للسيادة الوطنية، واكتفى ردا على أسئلة للجزيرة نت بالقول "هذا انتهاك للسيادة الوطنية ولا يمكن أن تسمح به دولة تحترم سيادتها".

وكانت لقاءات سابقة للسفير مع شيوخ عشائر ووجهاء مخيمات للاجئين أثارت جدلا كبيرا وسجالا نأت الحكومة بنفسها عنه، بينما نفت السفارة الأميركية حدوث هذه اللقاءات.

 
لكن جبهة العمل الإسلامي تحدثت عن "أدلة على حدوث اللقاءات وتحريض سفير واشنطن على الحركة الإسلامية ومحاولة حشد الرأي العام ضدها قبيل الانتخابات البلدية والبرلمانية".

جولات السفير الأميركي تهدف لتغيير صورة بلاده في الأردن (الجزيرة نت)
جولات السفير الأميركي تهدف لتغيير صورة بلاده في الأردن (الجزيرة نت)

المساعدات الأميركية
من جانبه اعتبر الكاتب الصحفي فهد الخيطان أن السفير الأميركي لن ينجح في محاولاته، قائلا إن قبول الأردن للمساعدات والمنح الأميركية لن يغير الصورة التي تقدمها السياسة الأميركية في العراق أو من خلال رعايتها للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.

الخيطان قلل من أهمية جولات سفير واشنطن معتبرا أن الرأي العام الأردني "لا يمكن شراؤه بالمساعدات"، وتابع "الجولات لا تقتصر على الأردن، فسفراء واشنطن يتدخلون في شؤون الدول أينما حلوا".

بدوره رفض الناطق باسم السفارة الأميركية فيليب فرين الربط بين المساعدات الأميركية وجولات السفير ديفد هيل في محافظات الأردن.

وقال للجزيرة نت إن "المساعدات الأميركية ليست جديدة وتقدم للأردن منذ عقود ولا نمنحها للأردن لتحسين صورتنا"، وتابع "ما نريده من المساعدات هو دفع الأردن أكثر تجاه السير في التنمية الاقتصادية والديمقراطية وتعليم الجمهور الأردني الثقافة الأميركية".

فرين قال إن الجولات تهدف لتقديم الصورة الحقيقية للشعب الأميركي وليس تحسين صورة السياسة الأميركية، وأضاف "نحن نقبل الانتقادات لسياساتنا ونعلم أنها لا تعجب الكثيرين في الأردن لكننا نريد تعريف الأردنيين على المجتمع الأميركي بشكل أكبر".

الدبلوماسي الأميركي اعتبر أن "من متطلبات منصب السفير أن يعرف كل المناطق في البلاد التي يعين فيها وأن يكون على دراية بكل فئات الشعب لا معرفة الناس في العاصمة فقط"، وختم بالقول "لا نريد علاقات مع النخب فقط بل نريد علاقات مع كل فئات الشعب الأردني".

المصدر : الجزيرة