منتدى الجزيرة يختتم بالدعوة لحماية الصحفيين زمن الحرب

منتدى الجزيرة الثالث
تيسير علوني شارك في المنتدى من مقر إقامته الجبرية في إسبانيا (الجزيرة نت)
أشرف أصلان-الدوحة
 
اختتم منتدى الجزيرة الإعلامي الثالث فعالياته في الدوحة القطرية بإطلاق دعوة لحماية الصحفيين أوقات الحروب، ووضع حد للانتهاكات التي ترتكب بحقهم.
 
في هذا الإطار جاءت المناقشات التي هيمنت على الجلسة الختامية بعنوان "حروب المستقبل" حيث أجمع المشاركون على أن الصحفيين يواجهون مخاطر متزايدة من أجل الحصول على الحقيقة.
 
شارك في الجلسة تيسير علوني مراسل الجزيرة من مقر إقامته الجبرية في إسبانيا حيث سرد تجربته مع الجزيرة، وصولا إلى محاكمته بتهمة تقديم الدعم لتنظيم القاعدة.
 
وقال علوني إن الصحفي في الماضي كان يواجه مخاطر أقل من الوقت الحاضر, مشيرا إلى أن الحرب على ما يسمى الإرهاب فرضت قواعد جديدة وأصبح استهداف الصحفيين يتم بشكل مباشر.
 
وفي هذا الصدد تحدث علوني عن قصف مكاتب الجزيرة في كابل وبغداد, إضافة إلى إجراءات الملاحقة والاعتقال والتضييق التي تتم في مختلف بلدان العالم "ومنها إسبانيا وقبلها الولايات المتحدة".
 
كما أشار إلى أن تجربة سامي الحاج مصور الجزيرة المعتقل في غوانتانامو خير شاهد على ذلك.
 
وحذر مراسل الجزيرة من أن الإجراءات التي تفرض على الصحفيين باسم مكافحة الإرهاب ستقضي على محاولات تأسيس صحافة العمق الباحثة عن الحقيقة.
 
صورة مرعبة

"
مدير المعهد العالمي من أجل سلامة الأخبار أشار إلى مقتل ما يقرب من 190 صحفيا  بالعراق خلال السنوات القليلة الماضية
"

من جهته وصف مدير المعهد العالمي من أجل سلامة الأخبار ما يتعرض له الصحفيون من أخطار بأنه "يمثل صورة مرعبة" وقال إن الصحفيين باتوا مستهدفين أكثر من أي وقت مضى.

 
وتعرض رودني بيندر لسلسلة من الإحصاءات حول أعداد الضحايا من الصحفيين في العراق خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى مقتل ما يقرب من 190 صحفيا على الأقل.
 
أما الأمين العام للفيدرالية الدولية للصحفيين إيدن وايت فتحدث عن وجود علاقة طردية بين نمو وسائل الإعلام وتنامي القوة العسكرية لبعض الدول التي تحتاج إلى الصحفيين لمرافقة قواتها أثناء الحروب.
 
وفي هذا الصدد أشار وايت إلى ضرورة أن يشير الصحفي في رسالته الإخبارية إلى طبيعة الضغوط التي تصاحب المعلومات المقدمة كإجراءات التضييق والحصار.
 
من جهة ثانية كشف مندوب واشنطن في لجنة حماية الصحفيين فرانك سميث عن أن 85% ممن يرتكبون الجرائم بحق الصحفيين في جميع أنحاء العالم يفلتون من العقاب.
 
وتحدث سميث عن ضحايا آخرين يعملون بحقل الإعلام كالمترجمين والفنيين والسائقين, مشيرا إلى أن أحدا لا يهتم بهم أو يعرفهم. كما ذكر أن بعض وسائل الإعلام تعتمد في مصادرها على سكان محليين يقومون بالتصوير أو تقديم المعلومات دون أن تشير إليهم أو تتحمل أي مسؤوليات تجاههم.
 
إجراءات الحماية

"
المشاركون شددوا على ضرورة وجود تشريعات دولية تلزم الحكومات باحترام حرية التعبير وتحمي الصحفيين من البطش أو الملاحقة
"

وأجمع المشاركون بالجلسة الختامية على سلسلة إجراءات لحماية الصحفيين زمن الحرب، في مقدمتها احترازات يجب أن تقوم بها المؤسسة الإعلامية ذاتها لحماية المنتسبين إليها.

 
وفي هذا الصدد أشار المشاركون إلى مساندة الجزيرة لمراسليها المعتقلين الذين تجري محاكمتهم مثل علوني والحاج.
 
كما شدد المشاركون على ضرورة وجود تشريعات دولية تلزم الحكومات باحترام حرية التعبير، وتحمي الصحفيين من البطش أو الملاحقة.
 
وأعلن المشاركون أيضا عن تحركات مكثفة تقوم بها اللجان الدولية المعنية بشؤون الصحافة من أجل حث الحكومات على تأمين عمل الصحفيين وضمان حصولهم على الأخبار والمعلومات، والحد من الإجراءات التي تحول دون تدفقها.
المصدر : الجزيرة