إسرائيل شغلت الأسرى لصالح شركات حكومية وخاصة

اطفال اسرى داخل معتقل ضمن عرض تمثيلي بنابلس- الجزيرة نت

أطفال أسرى داخل معتقل ضمن عرض تمثيلي بنابلس (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

كشفت دراسة أعدها الباحث الفلسطيني منقذ أبو عطوان آليات عقابية قهرية استخدمتها سلطات السجون الإسرائيلية، تتمثل في إجبار الأسرى الفلسطينيين على العمل داخل المعتقلات.

وأظهرت الدراسة –التي أجريت في الفترة بين 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2005 ومايو/ أيار 2006 في مدن الضفة الغربية، مدى "الانحطاط الإنساني" الذي عومل به الأسرى من خلال تشغيلهم لمصلحة الشركات الحكومية الإسرائيلية الخاصة.


عبودية واستغلال
وقال أبو عطوان -الذي يعمل بوزارة شؤون الأسرى والمحررين- في حديث خاص للجزيرة نت إن هذه الدراسة "ركزت على استغلال وعبودية الأيدي العاملة في سجون الاحتلال بين العامين 1967 و1980، وهي الفترة التي توقف بها العمل نهائيا بالسجون".

طفلان مكبلان بالسلاسل أثناء مسيرة نصرة للأسرى (الجزيرة نت)
طفلان مكبلان بالسلاسل أثناء مسيرة نصرة للأسرى (الجزيرة نت)

وأكد أن السجون التي تم التركيز عليها هي السجون المركزية والأساسية التي كانت معتمدة في تلك الفترة، مثل سجن نابلس القديم وسجن الخليل المركزي وسجن طولكرم، وبئر السبع.

وأوضح أبو عطوان أن الأسرى "كانوا يجبرون على العمل بشكل مهين وسافر ومن دون مقابل إلا بعض السجائر أو الأكل".

وأضاف "كانوا يعملون بالبناء وصناعة سلاسل المجنزرات والدبابات ومنشآت عسكرية، وكانوا يعانون من استغلال حقيقي وعبودية".


أهداف عقابية
ومن الصعوبات التي واجهت أبا عطوان -كما أكد- أن دراسته كانت بجهد وتمويل ذاتيين، إضافة إلى انعدام المواصلات والتنقل بين المدن بسبب الحواجز والتصاريح الخاصة للعبور وصعوبة العثور على أسرى سجنوا في تلك الفترة.

وأوضح أبو عطوان أن دراسته -التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- والمكونة من 50 صفحة، اهتمت بالكشف عن دوافع وأسباب استغلال الأسرى بالعمل في تلك السجون.

وقال إن "سجون الاحتلال لم تكن تهدف بتشغيل الأسرى إلى إصلاحهم كبقية سجون العالم"، مضيفا أن "الأسرى الفلسطينيين لم يكونوا يعانون من خلل اندماجي داخل المجتمع، وإنما كانوا مقاومين ومناضلين من أجل قضيتهم".

وأشار معد الدراسة إلى أن "إدارة السجون كانت تتعمد شتم الأسرى العاملين بكلمات نابية، وتجبرهم على الهتاف للصهيونية والعبودية ومناداة السجان بعبارة (سيدي)".


أربع سجائر
من جهته وصف الأسير السابق من مدينة نابلس صادق فيصل، الذي أسر بين عامي 1971 و1984، العمل داخل السجون الإسرائيلية بأنه "كان إذلالا للأسرى، ولم يكن الهدف منه إصلاح الأسير كما يدعون".

undefinedوقال صادق للجزيرة نت "كنا نعمل في مخيطة للملابس بسجن نابلس القديم، وكنا نتعرض لمضايقات مأساوية يوميا، حيث كان يشرف علينا شاويش (مسؤول السجن)، وكان العمل إلزاميا وعبوديا".

وأضاف صادق "كان أجرنا أربع سجائر فقط، وكانت هناك محاولات يائسة من قبل السجانين لإسقاط الأسرى وتشغيلهم جواسيس".

وأكد أن هناك أسرى كانوا يرفضون العمل فيلاقون معاملة قاسية، إذ يمنعون من الزيارة ويعزلون داخل الزنازين ويحرمون من الطعام والشراب".

وبدوره استنكر رئيس جمعية التضامن الدولي بنابلس -التي تعنى بشؤون الأسرى- فارس أبو حسن هذه الأعمال الإسرائيلية، مؤكدا أنها تنافي كل الاتفاقات الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة.

وأوضح أبو حسن في تصريح للجزيرة نت أن الهدف من تشغيل الأسرى ليس إصلاحهم، وإنما ابتزازهم وإيقاعهم في شرك المخابرات الإسرائيلية.

المصدر : الجزيرة