الشمري: الجيش الأميركي وإيران وراء أكثر المفخخات بالعراق

11/4/2007
أجرى الحوار: عبد الرحمن البغدادي-بغداد
قال الناطق باسم الجيش الإسلامي بالعراق إبراهيم الشمري إن جيشه لم يتلق دعما من أي عاصمة عربية أو إسلامية, نافيا في الوقت ذاته صلة الجيش بتنظيم القاعدة.
كما انتقد في حوار خاص مع الجزيرة نت الخطة الأمنية التي تشنها الحكومة العراقية والقوات الأميركية ببغداد ومناطق متفرقة, قائلا إن "تلك الخطط يقبر بعضها بعضا وفي كل مرة تضطرهم المقاومة إلى إعلان وفاة خطتهم".
وأبدى الناطق استعداد جيشه لإجراء محادثات مع الأميركيين مؤكدا أن الجيش الإسلامي لا يرفض مثل ذلك التفاوض من حيث المبدأ, لكنه اشترط لذلك إصدار الكونغرس الأميركي قرارا ملزما بسحب كامل القوات من العراق والاعتراف بأن "المقاومة" هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب.
وفيما يلي نص الحوار:

_ منهجية الجيش ببساطة تستند إلى أنه لكل فعل رد فعل، وبما أن العراق يتعرض لاحتلال فمن الطبيعي أن تكون هنالك مقاومة, أضف إلى ذلك أن الذي أعطاها الدفع القوي أنها تعتمد بشكل أساس على الفهم الصحيح للجهاد ومقاومة الأعداء واستفراغ الوسع في ذلك، وكان للروح الإسلامية المتأججة في نفوس الشباب الدور الكبير في الجهاد وحدانا وزرافات.
وأما بدايته فتعود إلى ما قبل الحرب بأشهر وتحديدا إلى رمضان 1423 حيث كانت القراءة السياسية للأوضاع تشير إلى أن الحرب قادمة لا محالة، لذا جرى التفكير بتشكيل جماعة جهادية للدفاع عن البلد.
أما الهيكل التنظيمي فلا ندخل في التفاصيل ولكن هنالك ملامح عامة تميز البنية التنظيمية للجماعة، وهي مبنية على العمل المؤسسي وسماته القابلية على الاستنساخ والتوالد والمرونة في التشكيل والتطور والتناسق بين التمدد العمودي والأفقي.
هل توجد لكم علاقة بتنظيم القاعدة في العراق؟

_ لا توجد لدينا الآن أية علاقة تربطنا بتنظيم القاعدة مطلقا.

ـ الجيش الاسلامي له بصمة واضحة في الشأن العراقي تعدت مجرد المقاومة المسلحة، ونترك للمتابعين تقييم هذا الدور.

ـ من الله تعالى الذي لا تنفد خزائنه.

ـ الجيش الاسلامي له انتشار واسع في الساحة الجهادية العراقية كما أن له قبولا طيبا بين مكونات الشعب العراقي، وبغض النظر عن الأعداد والحديث عنها فإن البنية الأساسية له تعتمد على العنصر العراقي ليس لأسباب قـُطرية وإنما لأسباب موضوعية تتعلق بسلامة المجاهدين غير العراقيين وحرية حركتهم ومقدار الحاجة لوجودهم وأسباب أخرى.

ـ نحن لا نرفض من حيث المبدأ التفاوض مع الأميركيين وغيرهم، وقد أعلنا عن شروطنا للتفاوض في وسائل الإعلام الرسمية وغيرها مرارا وأكدنا أن هنالك قاعدتين لتكون عملية التفاوض ناجحة ومثمرة وهما أن يصدر الكونغرس الأميركي قرارا ملزما يعلن الانسحاب الكامل من العراق بوقت محدد, والاعتراف بأن المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي.

ـ هذه الخطط كما قلنا مرارا عبارة عن إدمان الفشل وتكراره فلا يمكن بإذن الله تعالى أن تمنع أو تحد من عمل المقاومة، وأصبحت هذه الخطط يقبر بعضها بعضا، وفي كل مرة تضطرهم المقاومة إلى إعلان وفاة خطتهم الأمنية بأنفسهم، وبالأمس القريب أرسلت المقاومة العراقية تحية خاصة إلى الأمين العام لمجلس الأمن ورئيس المحكومة.

ـ لم يحدث أن قامت أي دولة عربية أو إسلامية بدعم المقاومة في العراق إلا ما كان من دعم إيران للمليشيات الطائفية لإفشال مشروع المقاومة.

ـ مشروعنا قائم على الدفاع عن الأبرياء والمستضعفين وليس من منهجنا الجهادي العمليات العشوائية التي تستهدف الأبرياء، والكثير من المفخخات يقف وراءها الاحتلال بنوعيه الأميركي والإيراني من أجل تشويه سمعة المجاهدين والتأثير على الدعم الشعبي لهم.

ـ ليس من سياستنا الجهادية استهداف المهنيين إذا التزموا بمهنيتهم ولم يستخدموها غطاء لخدمة الاحتلال وأغراضه، أما إعدام الصحفي الذي تذكره فقد ثبت لدينا أنه عميل للاحتلال ومع ذلك وبعد إصدار الحكم الشرعي بحقه وقبل التنفيذ طلبنا من الحكومة الإيطالية سحب قواتها من العراق مقابل العفو عنه وإطلاق سراحه فرفضت ذلك فهي المسؤولة عن مصيره.

ـ تعد الهيئة واجهة هامة من واجهات أهل السنة ونحن نقدر عاليا مواقفها ومواقف أمينها العام الشيخ الدكتور حارث الضاري من الاحتلال وتداعياته، وليست الهيئة واجهة سياسية للمقاومة المسلحة.

ـ نحن نعتبر أن إيران تمثل المحتل الأخطر للعراق، أما الحديث عن دعمها للمقاومة المسلحة فهي كذبة صلعاء حيث أنها اعترفت على لسان كبار مسؤوليها (أبطحي ورفسنجاني) بأنه لولا الدعم الإيراني لما استطاعت أميركا احتلال كابل وبغداد، والشواهد على الأرض التي تبين تعاون طهران وواشنطن أكثر من أن تحصى، فكيف يقال إنها تدعم المقاومة، إيران لا تدعم إلا مليشياتها الطائفية التي خاضت في دماء أهل السنة حتى الرّكب.

ـ منذ سقوط النظام واحتلال بغداد في التاسع من أبريل/نيسان الماضي اعتبرنا أن النظام قد انتهى وأصبحت المشكلة مع غيره وهو المحتل وأعوانه. وأما قرار إعدام صدام فهو اغتيال سياسي اتفق عليه اليهود والصليبيون والفرس أريد منه النكاية بأهل السنة، أما آلية الإعدام فهي تدل على مدى الحقد الطائفي والترابط بين التشيع الصفوي والطقوس المجوسية مثل الرقص حول الجثث.

ـ كل من ينطبق عليه وصف المقاومة فهم متوافقون ضد أعدائهم.

ـ الخلاف بين أهل السنة والشيعة كبير في الأصول والفروع وإثباتنا للخلاف يعني أننا نريد الطرق الصحيحة لحلها وهو الحوار الهادف البناء الذي يطرح الأدلة في وضح النهار دون لف أو دوران، ونرى أن المشروع الإسلامي الصافي كفيل بضمان حقوق جميع الطوائف والأديان، وأهل السنة لا يؤمنون بالإقصاء والاجتثاث والاستئصال للآخرين ولا مصادرة حقوقهم.

ـ نحن نتكلم عن الظروف التي يمر بها البلد الآن، البلد يخضع لاحتلال مرير من قبل أميركا وإيران، ومن الطبيعي أن يتم الحديث باستفاضة عن المقاومة حيث إن هذا هو واجب الوقت، وأما الحديث عن مشروع سياسي أو طريق الحكم وتنظيراته فيعتبر من الترف الفكري، وهذا لا يعني أننا لا نمتلك رؤية واضحة عن هذا الموضوع.
أما الأكراد فليس بيننا وبينهم شيء نختلف عليه، ومشروعنا الإسلامي مبني على قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

المصدر : الجزيرة