مذبحة عيلبون في فيلم روائي فلسطيني جديد

الجمهور في العرض الأول للفيلم

المئات من الفلسطينيين يستمعون للشهادات الحية حول ذكرى مجزرة عيلبون (الجزيرة نت)

وديع عواودة-الناصرة

أحيا الفلسطينيون بمدينة الناصرة أمس ذكرى مجزرة عيلبون المروعة التي نفذتها المنظمات الصهيونية، في مثل هذا الشهر عام 1948، الذي يعرف بعام النكبة.

هذه المناسبة الحزينة المروعة أحياها مئات الفلسطينيين من بلدة عيلبون ومدن الـ48، في فيلم وثائقي يحمل عنوان "أبناء عيلبون" من إخراج هشام زريق عرض أمس للمرة الأولى، وهو فيلم وثائقي يشتمل على شهادات مبللة بالدموع يرويها شهود عيان، نجوا من المذبحة.

وفي الفيلم يستعرض المؤرخ الإسرائيلي التقدمي إيلان بابه الخلفية التاريخية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم خلال النكبة، ويلفت باللغة الإنجليزية إلى خطة التطهير العرقي الصهيونية التي قادها ديفد بن غوريون.

وأشار بابه -مؤلف كتاب "التطهير العرقي في فلسطين"- إلى زيف الرواية الصهيونية حول نزوح الفلسطينيين عن ديارهم نتيجة الحرب وأكد أن الصهيونية انتظرت الحرب واستغلتها لتطبيق خطتها المبيتة بتنظيف البلاد من سكانها العرب.


واحدة من شاهدات العيان تقدم شهادتها (الجزيرة نت)
واحدة من شاهدات العيان تقدم شهادتها (الجزيرة نت)

شاهد على المجزرة
وتخللت الفيلم الذي تصاحبه ألحان وأغاني الفنان مارسيل خليفة والموسيقي الإيرلندي دانكن باترسون وترجمة للإنجليزية، شهادات نساء ورجال شهدوا عملية التهجير وقتل 14 شابا من أهالي القرية.

وروى سالم زريق كيف ركل الجنود اليهود خوري عيلبون الأب مرقس معلم وطردوه إلى الكنيسة قبل طرد الأهالي من القرية، وقال إنهم بلغوا القرية فجر يوم الثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول 1948 وطلبوا من السكان التجمع في مركزها، وأمروهم برفع أياديهم فوق رؤوسهم.

وأوضح الشاهد الوحيد على المجزرة بطرس متى ابن السابعة عشرة وقتذاك أنه بقي بخلاف سائر الرجال لعدم قدرته على المشي عقب إصابته بجرح في ساقه.


طعام مدفع
وأشار متى إلى أن اليهود كانوا قد اختاروا 12 شابا قبيل طرد الأهالي بدقائق، وقال إن القائد كان يستدعي ثلاثة شبان في كل دفعة فيطلق عليهم الجنود الرصاص.

ولفت الشيخ فريد زريق إلى أن الإسرائيليين أجبروه برفقة رجلين من البلدة على قيادة سيارة في مقدمة قافلة المهجرين كي يكونوا "طعام مدفع" لتحاشي اصطدام مراكبهم بالألغام أو إطلاق الرصاص عليهم من قبل مسلحين فلسطينيين.

واستذكر كيف فقد زوجته وخمسة من أطفاله خلال النزوح إلى لبنان، وقال إنه كاد يفقد صوابه على ضياعهم وفقدان الاتصال معهم بعد إلقاء القبض عليه وسجنه في معتقل عتليت ستة شهور.

وروت السيدة ميليا زريق أن الجيش الإسرائيلي رحّل أهالي عيلبون سيرا على الأقدام، إلى أن وصلوا مشارف قرية المغار في يوم التهجير واستذكرت بكاء الأطفال الجياع المذعورين، وقالت إن بعض الجنود وزع عليهم الخبز لكن دورية أخرى للجيش سرعان ما داهمتهم وفتحت النيران عليهم، فقتل أحدهم وجرح آخرون.



undefinedرمت طفلتها
واستذكرت نعمة متى صراخ الأطفال وتعرضهم للإغماء جراء الجوع والعطش. ونوهت إلى أن زوجة عمها فرح اضطرت لترك طفلتها لشدة الخوف والإرهاق قبل أن يعود رجل من القرية ويعيدها لأمها، كما تركت طفلة من عائلة سرور في الطريق وماتت.

وروى شهود آخرون أن الفاتيكان تدخل في أعقاب رسالة من كهنة القرية للبابا وساعدهم على العودة من لبنان إلى قريتهم التي كانت مدمرة ومسلوبة، موضحين أن الأهالي ظلوا يقتاتون على الخبز والشاي طيلة شهر نتيجة السلب والنهب اللذين تعرضت لهما منازلهم من قبل الجنود.

وأكد مخرج الفيلم هشام زريق للجزيرة نت أنه يرمي بفيلمه للمساهمة في توثيق الرواية الشفوية لمأساة عيلبون، ولفت إلى أنه يستعد لعرضه في البلاد وخارجها منوها إلى أن ما عرض هو فيلم قصير سيتبعه فيلم وثائقي مطول، وأضاف "قدمت الفيلم القصير بهدف البحث عن تمويل ملائم للمشروع التوثيقي".

المصدر : الجزيرة