الصابون النابلسي.. صناعة تقليدية فلسطينية لمواجهة الحصار

الصابون البلدي... صناعة تقليدية فلسطينية تعود لمواجهة الحصار..

تدهور الأوضاع الاقتصادية أحيا صناعة الصابون البلدي (الجزيرة نت)

وضاح عيد-نابلس

في ظل الحصار الاقتصادي الدولي على الشعب الفلسطيني وانعدام القدرة لدى المواطن على توفير قوت أسرته، بدأ الفلسطينيون في المدن والأرياف بالعودة إلى بعض الصناعات التقليدية التي كانت يعمل بها قبل عدة عقود حتى تسد بعض رمقهم بما يجنونه منها من مال وموارد ومنها صناعة الصابون البلدي. 


ثروة موروثة
وحول هذه الصناعة قال مدير غرفة تجارة وصناعة نابلس نمر الخياط للجزيرة نت إن سجلات الغرفة التجارية تشير إلى أن الصابون النابلسي يحتل مكانة الصدارة في صادرات نابلس إلى الخارج.

وذكر الخياط أن الصابون شكل نسبة 41.5% من حجم الصادرات عام 2005 وانخفضت هذه النسبة عام 2006 إلى 36.2%.

وأضاف أن هذا الانخفاض ناتج بشكل أساسي عن تدمير قوات الاحتلال لعدد من المصابن في عملياتها العسكرية اليومية وكذلك الحصار الاقتصادي المفروض على الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من عام.

وأوضح أن عدد مصانع الصابون العاملة في نابلس بلغ في أواخر العام 2004 حوالي 30 مصنعا، إلا أن بعضها أخذ يختفي شيئا فشيئا حتى بلغ عددها في العام 2005 حوالي 20 مصبنة عاملة تراوح إنتاجها السنوي بين 500 و1000 طن.

كما نوه إلى أنه حسب سجلات غرفة تجارة وصناعة نابلس بلغ عدد المصابن المسجلة رسميا في الغرفة حتى نهاية العام 2005 (25) مصبنة، ولكن كما هو معلوم فإن عددا كبيرا منها متوقفة عن الإنتاج منذ سنوات وبعضها الآخر قلص إنتاجه بشكل كبير.

امرأة ريفية تجهز الصابون التقليدي (الجزيرة نت)
امرأة ريفية تجهز الصابون التقليدي (الجزيرة نت)

صناعة نسوية
أما في الأرياف الفلسطينية فتعتبر صناعة الصابون من اختصاص المرأة، حيث كانت تعد صناعة الصابون جزءا من العمل المنزلي.

ونشأت هذه الصناعة وتطورت كغيرها من الحرف التي تعتمد موادها الأولية على المحاصيل الزراعية، حيث إن معظم قاطني أرياف فلسطين يصنع ويخزن الصابون، ولا تزال أسر ريفية تزاول هذا التقليد معتمدة على مواسم الزيتون لاعتماده على الزيت كمادة أولية.

وعن صناعة الصابون البلدي تقول أم وحيد من إحدى قرى قلقيلية للجزيرة نت إن صنناعة الصابون البلدي غير المطيب من اختصاص المرأة في فلسطين، ومهمتها تقتصر على طبخ الخميرة الحمراء (صودا كاوية) مع زيت الزيتون والماء، وتصب في قوالب، وتقطع وتزين برسومات مختلفة.

وتضيف "في نابلس الصابون له شأن آخر، فله معامله وأسواقه ومخازنه، ولا سيما خان الصابون الذي يستعيد شيئا فشيئا تقاليد الحرفة التي ارتقت بالصابون إلى مستويات عالية من الجودة، فظهر ما يعرف بالصابون المطيب والصابون الملوكي والصابون العرايسي"، مشيرة إلى أنه حتى الآن يحرص السياح الأجانب على شراء الصابون النابلسي أو البلدي.


مشاكل وعقبات
الباحث الفلسطيني نائل القبج تحدث عن واقع الصابون البلدي فقال إن المنافسة بينه وبين الأنواع الأخرى من الصابون في كل من السوق المحلية والأسواق الخارجية كبيرة جدا في ظل إغراق الأسواق بأنواع متعددة من الصابون الأجنبي ذات أشكال وأحجام جذابة وبكلفة أقل، وبالطبع يقلل ذلك كثيرا من حصة الصابون البلدي في السوق المحلي".

ولفت القبج إلى مشاكل أخرى حيث إن الصابون البلدي يتعرض لعملية تقليد يجب ملاحقتها وعلاجها، كما أن سوق التصدير يستوعب ثلثي إنتاج الصابون البلدي، يضاف إلي ذلك ارتفاع تكاليف الشحن والنقل سواء كانت داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها.

المصدر : الجزيرة