موجة عنصرية عاتية تجتاح إسرائيل ضد عرب 48

Residents of the Israeli-Arabic village of Tarshiha seek protection under a building as air raid sirens go off, during the funerals of the three people that died on Thursday

 

عقب العدوان على لبنان, تعرض فلسطينيو 48 لهجمة عنصرية إسرائيلية على المستويين الرسمي والشعبي بلغت الذروة في حدتها وخطورتها.

 

الموجة العنصرية هذه تفاقمت عقب تشبث فلسطينيي 48 بمواقفهم من الحرب باعتبارها عدوانا إسرائيليا, ووقوفهم إلى جانب لبنان.

 

فتصريحات أقارب ضحايا صواريخ الكاتيوشا من العرب, التي أدانت العدوان وحملت إسرائيل المسؤولية عنه, استثارت أوساطا واسعة من الإسرائيليين وأججت التوجهات العنصرية في أوساط سياسية وإعلامية واسعة اعتبرت العرب "طابورا خامسا" ودعت إلى معاقبتهم بيد من حديد.

 

كما أن وزراء إسرائيليين -وفور انتهاء الحرب- دأبوا على إطلاق تصريحات دعت إلى حرمان المواطنين العرب والبالغ عددهم 1.2 مليون نسمة من مستحقات التعويض الرسمية. آخر هذه التصريحات, كانت لوزير البيئة جدعون عزرا -من حزب كاديما- الذي قال خلال جلسة الحكومة الأخيرة إنه لابد من الاهتمام بعدم حصول البلدات العربية على مساعدات حكومية, بسبب تصرفهم خلال الحرب.

 

تصريحات عزرا دعت النائب الشيوعي الإسرائيلي دوف حنين للقول "فضحت هذه الحرب الخلل بأداء الحكم المركزي الذي خصخص الهم العام وتنازل عن واجباته تجاه المواطنين الفقراء والعرب وأبقاهم في خط النار مثلما أنها فضحت التمييز العنصري ضد البلدات العربية".

 

يشار هنا إلى أن كافة البلدات العربية في شمال إسرائيل لا تتوفر فيها ملاجئ -بخلاف المجمعات السكنية اليهودية- رغم أن بعض تلك البلدات يقع على بعد عشرات الأمتار من الحدود مع لبنان وضمن دائرة الخطر أثناء الحرب.

 

أهالي تلك البلدات شكوا من أن الوعود الإسرائيلية ببناء الملاجئ وسائر البنى التحتية اللازمة للسلامة, بقيت حبرا على ورق, كما في مجالات حياتية أخرى جراء اعتبار العرب مواطنين من الدرجة الثالثة.

 

انتفاضة جديدة

"
المستشار القضائي لمركز مكافحة العنصرية في إسرائيل علاء حيدر: الحرب على لبنان ليست هي سبب العنصرية في إسرائيل, بل هي مسألة بنيوية عميقة تطفو على السطح وتتفاقم في فترات الأزمات والحروب
"

وكانت مجلة عولام هحاسيدووت التي تعنى بشؤون اليهود المتزمتين، تضمنت موضوعات شديدة العنصرية وتحريضية ضد العرب والمسلمين والمسيحيين ولم يسلم منها النبي صلى الله عليه وسلم.

 

المستشار القضائي لمركز مكافحة العنصرية في إسرائيل علاء حيدر اعتبر في تصريحات للجزيرة نت أن الحرب على لبنان ليست هي سبب العنصرية في إسرائيل, بل هي مسألة بنيوية عميقة, تطفو على السطح وتتفاقم في فترات الأزمات والحروب.

 

وبدوره رأى النائب أحمد الطيبي أنه في الوقت الذي يعجز فيه الإسرائيليون عن غلبة العدو الخارجي, فإنهم يسارعون للبحث عن عدو داخلي أضعف, مؤكدا أن استخدام العنصرية من قبل الإسرائيليين يأتي كأسلوب للدفاع.

 

وأوضح الطيبي للجزيرة نت أن العنصرية التي تغمر إسرائيل اليوم تحولت إلى تيار مركزي معلن بعد أن كان مضمرا في السنوات الماضية, وأنها انتقلت من كونها ظاهرة شارع وتحولت إلى تيار مركزي ممثل بوزراء.

 

وأضاف "أن إسرائيل شنت قبل سنوات حملة شعواء على النمسا, في أعقاب انتخاب يورغ هايدر المصاب بداء كراهية الأجانب, ولكنها هي ذاتها تعج بأمثال هايدر من الهايدريين, ومنهم وزراء يسعون إلى ترحيل المواطنين العرب, ومع ذلك يعتبرون شرعيين بنظر الأوروبيين".

 

وانتقد تسامح الغرب مع عنصرية إسرائيل وقال "بالنسبة للأميركيين فإن العنصرية ممنوعة إلا إذا كانت إسرائيلية فهي عندئذ تصبح دفاعا عن النفس". وحول الرد المطلوب بعد تشخيص هذه الظاهرة, رأى الطيبي ضرورة العمل على فضح العنصرية الإسرائيلية على الصعيدين المحلي والعالمي. 

المصدر : الجزيرة