90 قنبلة نووية أميركية في تركيا

تركيا والقنبلة النووية

كمال بياتلي-أنقرة
                                     
كان موضوع وجود قنابل نووية أميركية في تركيا يدور خلف الكواليس منذ سنين, ولكن الأصوات كانت تخرج همساً من الأفواه, لذا لم يكن الرأي العام على علم بأي تفصيل ولو بسيط عنه.
 
هذا التعتيم بدأ ينقشع تدريجياً في الأشهر الأخيرة وبلغ ذروته في تصريحات أطلقها النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري المعارض شكري ألكداغ -وهو سفير سابق ودبلوماسي محنك- قبل نحو أسبوع حول الموضوع الذي نقله إلى رئاسة المجلس البرلماني طالباً توضيحاً حكومياً.
 
وكان من الممكن أن يبقى الموضوع بعيداً عن أنظار الرأي العام التركي، إلا أن البرلماني ألكداغ شارك في برنامجين تلفزيونيين ألقى فيهما الأضواء على الموضوع.
 
وحسب تصريحات ألكداغ الذي شغل سابقاً منصب سفير تركيا في واشنطن كما شغل لفترة منصب رئيس دائرة شؤون الناتو بوزارة الخارجية, فإن الولايات المتحدة نشرت في فترة الحرب الباردة وتحديدا في بداية الخمسينيات 480 قنبلة نووية في دول حلف الناتو ضد الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي، وكان نصيب تركيا منها 90 قنبلة.
 
ويقول "كان من الممكن إسناد المسألة إلى دوافع منطقية في ذلك الحين، ولكن الآن وبزوال التهديد السوفياتي لم يبق هناك أي حاجة ودوافع منطقية لبقاء هذه القنابل التي تشكل مصدر قلق بالنسبة لدول الجوار وخاصة الدول العربية والإسلامية, كما يمكن للولايات المتحدة استخدامها ضد إيران في عملية محتملة مهما حاولت أنقرة الحيلولة دونها, أي أن وجود هذه القنابل فوق أراضيها سيحولها إلى ساحة تهديد.
 
ويوضح ألكداغ أن 50 من هذه القنابل موجودة في قاعدة إنجرليك والبقية موزعة على قواعد جوية أخرى. ومهما كانت الاتفاقيات فإن آلية التحكم في القنابل وإطلاقها بيد القوات الأميركية.
 
ويستند وجود القنابل النووية في تركيا إلى أساسين قانونيين: الأول المادة 51 من الاتفاقية التأسيسية لحلف الناتو، وهي خاصة بحق الدفاع المشترك بين الأعضاء. والثاني اتفاقية التعاون الدفاعي والاقتصادي الموقعة بين تركيا والولايات المتحدة عام 1980، وتتضمن فصولاً سرية حول نشر الأسلحة النووية في الأراضي التركية. وتقول المصادر إن عدداً محدوداً جداً من كبار المسؤولين فقط على علم بمضمون هذه الفصول السرية.
 
وقد بدأ سحب الأسلحة النووية من دول الناتو عقب انتهاء الحرب الباردة وتمت إزالتها من عدد منها بعد العام 1991. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش الأب قد صرح بأن واشنطن ستسحب أسلحتها النووية من دول الناتو، ولكن لم يتم سحب هذه الأسلحة من معظم دول الحلف وبينها تركيا.
المصدر : الجزيرة