حشيش المغرب يقض مضاجع أوروبا

An Afghan boy works at a poppy field in the Panjwayi district of Kandahar, 28 April 2006. Afghanistan is one of the world's biggest producers of drugs. The United Nations and the Afghan government have estimated the total export value of Afghanistan's opium in 2005 at 2.7 billion dollars

سيد حمدي-باريس

كشف تقرير أممي أن زراعة الحشيش التي تنشط في المغرب يتم تهريب حصادها باتجاه كل من أوروبا وأفريقيا. وأفاد التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أن الحشيش المستخرج من القنب من المغرب يمثل نسبة 31% من الإنتاج العالمي و80% من كمية تقدر بثلاثة آلاف طن يتم استهلاكها كل عام في أوروبا.

وأشار التقرير الخاص بجرائم المخدرات عن عام 2005 إلى أن حجم سوق الإتجار في نبتة القنب في المغرب بلغ 10.8 مليارات يورو عام 2004. وأوضح التقرير أن هذا الحجم تراجع مقارنة مع العام الأسبق الذي بلغ آنذاك 12.3 مليار يورو بفارق مقداره 1.5 مليار يورو.

ثلاث مناطق
وقدر التقرير سعر التجزئة للكيلو من المادة الزيتية المستخرجة من القنب بما يتراوح بين 300 و400 يورو يصل عند إعادة البيع إلى ما بين 1500 و2000 يورو، ونبه التقرير على لسان الباحث السياسي المغربي محمد طوزي الذي شارك في إعداده إلى أن منطقة الريف الجبلية تستأثر بمساحة مزروعة بالمادة المخدرة قدرها 130 ألف هكتار موزعة على ثلاث مناطق داخل الإقليم، ولاحظ التقرير أن زراعة مادة القنب تحظى بتسامح السلطات الرسمية "بدرجات متفاوتة".

undefinedوعزت صفحات التقرير تاريخ زراعة القنب في الريف إلى القرن الـ16، وواصل موضحا أن التساهل الذي تبديه السلطات يدخل المزارعين في "مفاوضات دائمة" معها، لكن هذه الأجواء تتغير -وفقا للتقرير في حال إبداء المفوضية الأوروبية المزيد من الضغوط التي تسفر عن حملات أكثر صرامة.

وأعرب التقرير عن تخوفه من جدوى سبل مواجهة السلطات المغربية لزراعة الحشيش والاتجار فيه، مشيرا إلى أنه في حال فرض غرامة على المزارعين يمكن أن ينتهي الأمر بعدم السداد وصولا إلى عقوبة الحبس، لكن ذلك كله يبدو وكأنه عاصفة سرعان ما تخمد "ويعود كل شيء إلى ما كان عليه".

 وبرهن التقرير على بعض التحركات الناجحة للرباط بما حدث في منطقة الهضبة الساحلية بإقليم الريف في يونيو / حزيران من العام الماضي عندما تم تجييش حملة أسفرت عن تحطيم 80% من الإنتاج المحلي . وتطرق التقرير إلى من أسماهم بـ " بارونات" هذه التجارة الذين يتولون تمويل زراعة القنب ويقيمون عادة في مدينة طنجة وبعض المدن الأخرى.

وتحدث التقرير عن عدم قبول السلطات لنمو نفوذ هؤلاء إلى الحد الذي يمثلون فيه قوة لا يمكن مواجهتها . واستطرد التقرير مشيراً إلى أن من بين أنشطة هؤلاء "البارونالت " استيراد الأسلحة والكوكايين .
____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة