عاصفة رملية تشل الحياة ببغداد وتعلق مشاورات الدستور

f_An entrepreneur stands along a street selling surgical masks to passing cars in central Baghdad 08 August
 
لم تشهد العاصمة العراقية عاصفة رملية كالتي عصفت بها أمس منذ 2003، ذكرت أهالي المحافظة بالعاصفة الرملية التي استمرت عدة أيام إبان الحرب الأميركية البريطانية قبل سنتين ونصف السنة.
 
وأثرت العاصفة الرملية على الأوضاع الحياتية بشكل كامل, كما أنها أجلت الجلسات التشاورية بين القوى السياسية في العراق  لحل مشاكل الدستور العالقة.
وبدت بغداد إبان العاصفة أشبه بمدينة أشباح ترتسم على شكل شوارع يلفها التراب الأحمر من كل مكان، وهي خالية إلا من عدد قليل من السيارات.
 
أما العراقيون فلزموا منازلهم وغطوا جميع منافذها بما يستطيعون لمنع العاصفة الحمراء من اختراقها, بينما امتنع معظم موظفي الدوائر الحكومية في بغداد  عن الذهاب إلى عملهم بسبب الأوضاع الجوية السيئة وعدم وجود مواصلات النقل, ما أدى كذلك إلى تعطيل حياة المواطنين وأصحاب المتاجر والمحال البسيطة بشكل شبه كامل.
 

undefinedضيق التنفس
وتحمل العاصفة في طياتها كوارث صحية تتمثل في عدد حالات اختناق تسجل في المستشفيات، إضافة إلى تردي مستوى الخدمات الطبية التي تحول دون حصولهم على العلاج والرعاية المطلوبة.
 
ويقول الدكتور مهند حسن للجزيرة نت إن مستشفى اليرموك وحده استقبل أكثر من ألف حالة مرضية بسبب العاصفة الرملية, ونظرا لنقص أجهزة الأوكسجين يضطر المرضى إلى الوقوف على شكل طوابير طويلة لانتظار موعدهم حتى يتمكنوا من وضع كمامة الأوكسجين لفترة يحددها الأطباء.
 
ويضيف أن أعداد المرضى الذين جاؤوا إلى المستشفيات غير معلومة, لكن إن استمرت العاصفة اليوم كذلك فإن عدد المرضى سيزيد بشكل كبير بالإضافة إلى احتمال موت العديد منهم وخاصة من يعانون مرض الربو الحاد ويحتاجون أجهزة أوكسجين مباشرة.
 
رؤية سياسية ضعيفة
ويقول ليث حسين البياتي وهو صاحب محل تجاري بسيط بمنطقة الباب الشرقي للجزيرة نت، إنه امتنع عن الذهاب إلى عمله بسبب تردي الأوضاع الصحية لوالدته التي تبلغ من العمر 55 عاما, ولما ذهب بها إلى مستشفى اليرموك صدم بوجود أعداد كبيرة من العراقيين ضاق بهم المستشفى.
 
وعلى المستوى السياسي منعت العاصفة قادة الأحزاب التي تشارك في حل القضايا الدستور العالقة من مواصلة اجتماعاتهم, حيث أعلن  الناطق باسم الرئاسة أن الاجتماع أرجئ إلى يوم آخر  لتعذر الوصول إلى مكان الاجتماع نتيجة العاصفة الرملية, بمن فيهم رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني والوفد المرافق له. ــــــــــــــــ
المصدر : الجزيرة