الحياة المهنية تسرق الأمومة من الأمهات الفرنسيات

توبات العمل الليلية تؤثر على الحمل

سيد حمدي-باريس

حذرت أبحاث حديثة من اتجاه المرأة الفرنسية إلى تأجيل الإنجاب والتأخر إلى ما بعد سن الأربعين، وكشفت عن أن عدد أمهات سن الأربعين تضاعف ثلاث مرات بين عامي 1980 و2004.

وقالت جويل بلايش أخصائية العقم في مستشفى سيفر في بحث لها إن "المشكلة الكبرى الملحوظة مع الانتظار حتى الأربعين من العمر هي عدم خوض المرأة تجربة الحمل".

وأفادت أخصائية العقم أمام مؤتمر طبي نظمته الكلية الوطنية الفرنسية لأطباء النساء والتوليد يوم الخميس الماضي، بأن خصوبة المرأة تبلغ نسبتها 90% في الثلاثين و85% في الخامسة والثلاثين و65% في الأربعين من العمر.

الحياة المهنية

"
المجتمع مسؤول عن إيصال المرأة العاملة لهذا الوضع من خلال تعاطيهن حبوب منع الحمل والمتابعة الطبية السيئة
"

ولفت ميشال تورنير رئيس قسم أمراض النساء في مستشفى سان فنسين دو بول إلى أن المرأة تعاني من وهمين أولهما أنه "طالما أن العادة الشهرية لم تنقطع عنها (نهائيا) فإنها تبقى قادرة على الإنجاب"، وثانيهما أنه مع المساعدة على الإنجاب باللجوء إلى التقنيات الطبية الحديثة فإن كل شيء على ما يرام ولا مبرر للخوف من عدم الإنجاب.

وعقب على تحذيره بالقول "تقنية التخصيب في الأنابيب لا يمكنها أن تكون أفضل من (الحمل) الطبيعي".

ولاحظ رئيس قسم أمراض النساء في مستشفى سان فنسين دو بول أن المرأة الفرنسية تزور عيادات أمراض النساء أكثر فأكثر مع تخطي سن الأربعين "قبل الشروع في الحمل".

وشجع تورنير النساء من هذه الشريحة العمرية على الحمل معتبرا أنه "من غير المقبول إشعارهن بالذنب ولومهن على تفضيلهن الحياة المهنية والتنبه متأخرا جدا" إلى الحاجة الفطرية للحمل. واتهم المجتمع بإيصال تلك النسوة لهذا الوضع من خلال تعاطيهن حبوب منع الحمل والمتابعة الطبية السيئة.

أما جويل بلايش فرأت في هذا الصدد أن حالات الحمل بعد الأربعين إما تعود إلى الإنجاب الأول أو إلى زوجات انفصلن عن أزواجهن ويردن الإنجاب من الأزواج الجدد. لكنها انتقدت أيضا المنظومة الاقتصادية والاجتماعية القائمة بالقول أن "لا شيء يساعد المرأة التي تعمل" في مواجهة الحاجة إلى الإنجاب.

تشوهات صبغية
واعتبر ميشال تورنير أن من واجبه تنبيه المرأة المقبلة على الحمل المتأخر حيث ستواجه الرأي العام والرأي الطبي اللذين لا يحبذان هذا الحمل.

وأشار تورنير إلى مخاطر الحمل المتأخر حيث تعاني المرأة من الإرهاق الشديد وربما خطر فشل الحمل خلال الشهور الثلاثة الأولى فضلا عن مخاطر تشوه الجنين.

لكنه طمأن المعنيات بالمشكلة إلى تقدم التحليلات الطبية التي ترصد احتمال إصابة الجنين بالتشوهات، موضحا أنه مع تجاوز هاتين المرحلتين يتشابه الحمل المتأخر كثيرا مع غيره.

أما بلايش فقالت إن صاحبات الحمل المتأخر سعيدات بهذه التجربة لكنها أشارت إلى أن احتمال وجود تشوهات صبغية قائم.

وحذرت أخصائية أمراض النساء من احتمالات الوفاة عند الولادة التي تشمل جميع الأعمار وتتزايد مع تقدم العمر، مشيرة إلى أن 23 من بين كل مائة ألف امرأة يتراوح عمرها بين 35 و39 عاما يمتن أثناء الولادة. ويرتفع العدد إلى 27 بين 40 و44 عاما وإلى 35 بدءا من 45 عاما.


ـــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة