رمضان في النرويج.. شهر التكافل والإفطارات الجماعية

جانب من المشاركين في مؤتمر الرابطة الإسلامية بالنرويج



سمير شطارة – أوسلو

يتميز شهر رمضان المبارك في النرويج بأنه المحطة الأكثر التي يحاول النرويجيون من خلالها التقرب من المسلمين، ويصل ذلك إلى أعلى المستويات، إذ تحرص الحكومة على إرسال رسائل مباركة رسمية توجهها لكبرى المؤسسات الإسلامية وتحمل في الغالب اسم رئيس وزرائها.

وفي هذا السياق تسمح النرويج شأنها في ذلك شأن معظم الدول الأوروبية الأخرى بقدوم عدد من العلماء والمقرئين القادمين من الأزهر الشريف لإعطاء الدروس والصلاة بالناس في التراويح، وشهد الشهر لهذا العام قدوم عدد آخر من الدعاة من المغرب العربي والكويت.

ولعل الميزة التي يتفق عليها جميع المسلمين في النرويج مع قدوم الشهر المبارك هي تسجيل إقبال كبير على صلاة التراويح، وزيادة عدد رواد المساجد بشكل لافت، إذ يزيد عدد المصلين في بعض مساجد العاصمة أوسلو عن 500 مصل في التراويح، كما تكتظ المساجد الأخرى بالمصلين خاصة إذا حوى المسجد قارئاً ماهراً بالقرآن، فتتبع الأئمة ذوي الصوت الحسن ظاهرة رمضانية.

undefinedوتنشط كذلك حركة الدروس والمحاضرات، ويحظى بأكثر إقبال من اشتهر بالعلم وتمكن بما لديه من ملكات خطابية من أن يؤثر في المصلين لاسيما في بلاد أوروبية مليئة بالمغريات والفتن.


تكافل اجتماعي
وتتميز أيام رمضان في النرويج بإذكاء روح التكافل والتضامن الاجتماعي لدى المسلمين عموماً أياً كان أصلهم ولغتهم.

يقول التركي عيسى أزميري للجزيرة نت إن شهر رمضان له خصوصية عظيمة لدى الجالية التركية في النرويج، وهو من أكثر الشهور التي تخلق الألفة والتكافل بين الجالية، وفيه يجتمع الجميع ويتصالح المتخاصمون.

وأضاف أنهم يحرصون مع الألبان والمقدونيين المسلمين على تناول الإفطار بصورة جماعية كل يوم في شهر رمضان، ويحرص على ذلك معظم أفراد الجالية بمن فيهم غير الصائمين.

وأوضح أنه على عكس كثير من المسلمين الذين يشعرون بثقل الصيام والالتزام في شهر رمضان بمجتمعات أوروبية، فإن صيامه أثناء النهار وسط النرويجيين يحفز فيه الشعور بالفخر والتميز، ويقول إن أكثر اللحظات التي تؤثر فيه وتدفعه للبكاء أحياناً عندما يتناول التمرة وقت الإفطار بجانب بعض المسلمين في إفطارهم الجماعي.


تربية الأطفال

"
عيسى أزميري يرى أن صيامه أثناء النهار وسط النرويجيين يحفز فيه الشعور بالفخر والتميز
"

وفي شهر رمضان المبارك في النرويج تكثر الإفطارات الجماعية التي تحرص عليها معظم المساجد وتقوم بها كافة الجاليات المسلمة، ويضاف إلى ذلك أيضا تخصيص إفطارات جماعية لأطفال المسلمين فقط، وذلك بغية تدريبهم على صيام ساعات قليلة ومن ثم تنظيم الإفطار الذي يتخلل العديد من الأنشطة الترفيهية والتربوية المفيدة.

فقد أكد المشرف على برنامج رمضان في الرابطة الإسلامية بالنرويج للجزيرة نت أحمد بلوفة أن الرابطة تحرص كل عام على تنظيم إفطار جماعي يجمع الأطفال وحدهم، وذلك لزرع خصوصية هذا الشهر الكريم فيهم وإذكاء مكانته في نفوسهم.

وأضاف بلوفة أن ما تهدف إليه الرابطة من تنظيم يوم إفطار جماعي للأطفال هو جعل شهر رمضان بالدرجة الأولى شهر فرحة وسعادة لأبنائنا وليس شهر تعب وإرهاق، و"كل ما نقوم به تشجيعهم على ما يطيقونه وتكوينهم على حب الأعمال الصالحة وكيفية انجازها في حياتهم".

ـــــــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت 

المصدر : الجزيرة