اتجاهات التصويت لدى الجماعات الأميركية العرقية والدينية

f_Democratic presidential candidate John Kerry (C) and

محمد العلي

في صباح الأربعاء المقبل يتوقع أن يكون نحو 120 مليون ناخب أميركي قد أدلوا بأصواتهم, لاختيار رئيسهم المقبل, ليحسموا بذلك معركة انتخابية ينتظر نتائجها كل سكان الأرض تقريبا.

ورغم إقرار معسكري المرشح الديمقراطي جون كيري والرئيس الجمهوري جورج بوش بصعوبة الجزم بتوجهات الناخبين وخصوصا الجدد منهم, فإن ثمة اتجاهات شبه ثابتة للتصويت تستند إلى الوسط الذي يمثله كلا الحزبين الرئيسيين مع احتمال ظهور مفاجآت.

ومعلوم في هذا السياق أن الجمهوريين يعتمدون على المسيحيين الإنجيليين والعسكريين وسكان الريف والطبقة الميسورة, فيما يتوجه الديمقراطيون إلى الشباب والأميركيين الأفارقة واليهود والمنحدرين من أميركا اللاتينية.

أصوات الشباب
ويشكل الصوت الشبابي في كل انتخابات أميركية المعادلة الصعبة لكل مرشح لعدم اهتمام هذه الفئة عموما بالسياسة, وتفضيلها أمورا أخرى. وتتزايد الأهمية الاستثنائية للشباب عندما نعلم أن عدد الأصوات التي سجلت حديثا في القوائم الانتخابية لولاية فلوريدا المثيرة للجدل وحدها وصل في الدورة الحالية إلى 1.5 مليون صوت تقريبا, وهو ما رفع عدد ناخبي الولاية إلى 10.3 ملايين ناخب.

وهذا الأمر وحده يفسر أسباب اصطحاب الرئيس بوش ومنافسه كيري لابنتيهما في الجولات الانتخابية الأخيرة في كولورادو ونيفادا وفرجينيا ونيوهامبشير وغرب فرجينيا وفلوريدا وبنسلفانيا.

بيد أن اتجاهات التصويت لذوي الأصول اللاتينية واليهود والأميركيين الآسيويين والأفارقة تحددها عوامل السياسة الخارجية والقناعات الدينية إلى جانب التقديمات الاجتماعية والصحية وتأمين فرص العمل. وفي هذا السياق كان واضحا أن الهدف من إصدار الرئيس بوش لقانون معاداة السامية والتشدد في موقفه حيال دارفور هو استمالة أصوات اليهود والأميركيين الأفارقة.

وتعد الفئة الأخيرة التي يقدر عددها بـ12 مليونا, خزانا مضمونا للحزب الديمقراطي حيث أشارت الإحصاءات إلى أن تسعة من أصل عشرة من الأميركيين الأفارقة منحوا أصواتهم لهذا الحزب في انتخابات عام 2000. ويشير المراقبون إلى أن انخراط الرئيس الأميركي الأسبق بل كلينتون في حملة كيري الانتخابية سيكون له أثر فعال في اجتذاب أصوات الأميركيين الأفارقة الذين أطلقوا عليه اسم "أول رئيس أسود في انتمائه لأميركا".

الإستثناء الكوبي
بموازاة ذلك بادر الحزب الديمقراطي بتجنيد ثلاثة آلاف محام في ولاية فلوريدا قاموا بتقديم شكاوى بعضها يتصل بعرقلة تصويت الأميركيين الأفارقة وهو ما كان قد شكا منه أفراد هذه الجماعة في انتخابات عام 2000 المثيرة للجدل.

وفيما يتعلق باتجاهات التصويت لدى ذوى الأصول اللاتينية تميل هذه الجماعة تقليديا إلى الحزب الديمقراطي, ولو أن عددا من أفرادها وخصوصا الكوبيي الأصل يشعرون بأنهم أقرب إلى بوش في موقفه المتشدد من نظام كاسترو وقناعاته الدينية المعلنة, ومواقفه من الإجهاض وزواج مثليي الجنس.

ويتركز القسم الأكبر من ذوي الأصول اللاتينية في فلوريدا ونيويورك وإلينوي وتكساس وكاليفورنيا ونيوجيرسى التي تمثل 181 صوتا انتخابيا من الـ270صوتا انتخابيا في المجمعات الانتخابية اللازمة للفوز بالرئاسة0

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد أفراد هذه الجماعة يبلغ 38.8 مليون شخص, صوت 6 ملايين منهم في انتخابات عام2000. ومنح 75 % من هؤلاء أصواتهم لآل غور مقابل 23 % لجورج بوش.

الحاخام الياشيف
أما بالنسبة لليهود الأميركيين فالثابت أن اتجاهات التصويت لديهم لا تزال كما كانت في السابق تصب في مصلحة الحزب الديمقراطي رغم الاندماج غير المسبوق الذي تحقق بين السياسة الخارجية الأميركية لإدارة الرئيس بوش وحكومة أرييل شارون تجاه الفلسطينيين والصراع العربي الإسرائيلي بوجه عام.

وفي هذا السياق أجرت اللجنة اليهودية الأميركية استطلاعا أفاد أن 59 % من اليهود سيعطون أصواتهم لجون كيري. ويضيف تقرير لمراسل الجزيرة أن معظم اليهود الأميركيين يضعون مصلحة إسرائيل بين المصالح العشرة الأولى وليس بالضرورة المصلحة رقم واحد. وأنه ليس معلوما حجم التأثير الذي سيتركه قرار الرئيس بوش بسن قانون لمكافحة أعداء السامية وتطبيقه على الدول في التأثير على حجم تصويت اليهود لصالحه.

مقابل ذلك أصدر حاخام إسرائيلي بارز توصية لـ150 ألف يهودي أميركي يتبعون تعاليمه قبل أيام, بالتصويت للرئيس بوش. ويقول الخبير في الشؤون اليهودية في "كوينز كوليدج" في نيويورك سام هيلمان إن حوالي 140 ألف يهودي أورثوذكسي أميركي سيعملون بتوصية إيلياشيف، التي ستؤثر أيضا في 10 آلاف يهودي أميركي يقيمون حاليا في إسرائيل، بينهم 700 على الأقل من ولاية فلوريدا المحورية.

فئة متحولة
أما الأميركيون من أصل آسيوي فيبدو أنهم الفئة التي أظهرت تحولا واضحا من الولاء للحزب الجمهوري باتجاه منافسه الديمقراطي خلال السنين العشر الأخيرة. ويشير تقرير نشرته أسوشييتد برس إلى أن 55% من أفراد هذه الجماعة التي تضم فيتناميين وصينيين وكوريين منحوا أصواتهم لجورج بوش الأب عام 1992 مقارنة بـ31 لكلينتون.

وفي انتخابات 1996 صوت 48% من الأميركيين الآسيويين لبوش الأب مقابل 43% لكلينتون لكنهم عادوا إلى تعديل ولائهم الحزبي حيث صوت 54% منهم للمرشح الديمقراطي آل غور مقابل 41 % للجمهوري بوش الابن.

ويشير تقرير للمركز الحقوقي للأميركيين من أصل آسيوي إلى أن آل غور حصل على 62% من أصوات الأميركيين الآسيويين في كاليفورنيا خلال انتخابات عام 2000 مقابل 34% منهم لجورج بوش.

ــــــــــــــــ
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة