جباليا تتلحف بالقماش والدخان لحماية المقاومين

أحد ازقةالمخيم المغطاه بالقماش
 
دبت الحياة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة بعد أن كسا شباب المخيم وسكانه سماء شوارعه وأزقته بقطع القماش التي خاطتها نساء المخيم، لحجب رؤية طائرات الاستطلاع التي نالت صواريخها من  السكان والمقاومين المرابطين على ثغور المخيم، في بداية حملة "أيام الندم" الإسرائيلية التي تشنها قوات الاحتلال منذ عشرة أيام.
 
وبدأت الجمعيات الخيرية والإسلامية ووزارة الأوقاف في شتى مناطق قطاع غزة بحملة "أيام الفرج" لجمع التبرعات العينية والمادية، في خطوة منها لدعم ومساندة سكان مخيم جباليا ومناطق شمال قطاع غزة للتخفيف من معاناة السكان المحاصرين من قبل الجيش.
 
الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أريد لها أن تنال من شوكة المقاومين وعزلهم عن مدهم الجماهيري، زادت من إصرار سكان المخيم على دعم ومساندة المقاومة وإمدادها بكل الإمكانات البسيطة المتاحة.
 

undefinedالتنقل بحرية
أبو عبد الله الشيشاني أحد القادة الميدانيين لألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية قال "إن رجال المقاومة تمكنوا من التنقل بحرية وأمان بعد إقدام أهالي مخيم جباليا على وضع الأقمشة في سماء المخيم، وإشعالهم لإطارات السيارات التي شوشت على طائرات الاستطلاع التي تحوم في أجواء المخيم على مدار الساعة".
 
وعلق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مخيم جباليا نزار ريان "إذا كانت إسرائيل  تراهن على أن الناس ستلفظ المجاهدين وتضغط عليهم فقد خابوا وخسروا"، مؤكدا أن الأهالي يلتفون حول أبنائهم المجاهدين ويمدون لهم يد العون.

 
وأوضح ريان أن السكان استطاعوا التغلب على تكنولوجيا طائرات العدو الحديثة التي كلفت ملايين الدولارات بوضع الأقمشة فوق الأحياء السكنية، مشيرا إلى أن ذلك لم يكلفهم إلا عشرات الدولارات.
 

ويرى سكان مخيم جباليا أن قذائف الطائرات والدبابات التي أطلقتها قوات الاحتلال على مخيم جباليا لم تفرق بين مقاوم ومواطن، فالشهداء والجرحى الذين سقطوا كان معظمهم من المدنيين والأطفال الذين طالتهم زخات الرصاص وحمم القذائف داخل منازلهم.
 

undefinedالملاذ الأخير

أبو أحمد إمام أحد مساجد مدينة غزة والقائم على حملة تبرعات المتضررين والمحاصرين في مخيم جباليا ومناطق شمال قطاع غزة، قال إن "المشاهد المحزنة في مخيم جباليا وأثار الدمار والعدوان دفعت بأعداد كبيرة من الشباب والنساء والأشبال إلى التجاوب السريع مع الحملة"، مضيفا في الوقت ذاته أنه كلما اشتدت الحملات العسكرية على أبناء الشعب الفلسطيني كلما زادت واشتدت نصرتهم لإخوانهم المتضررين والمنكوبين.

 
وأوضح أبو أحمد أن الحملة الصهيونية العسكرية على شمال قطاع غزة زادت من تلاحم رجال المقاومة مع السكان الذين يتقاسمون كسرة الخبز وكوب الشاي، مشيرا إلى أن المواطن بات يشعر بأن "المقاومة باتت الملاذ الأخير بعد الله لصد العدوان الإسرائيلي الذي طال كل شيء".
 
وبحسب نتائج المسح الأولية التي قام بها مركز الميزان لحقوق الإنسان والذي يتخذ من مخيم جباليا مقر له، فإن عدد الشهداء في منطقة شمال قطاع غزة منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية قبل عشرة أيام وصل إلى 90 شهيدا من بينهم 24 طفلاً، فيما وصل عدد الجرحى إلى ما يقارب 300 جريح من بينهم 100 طفل.
 
وأشارت نتائج المسح إلى أن عدد المنازل التي دمرت بشكل كلي بلغت 66 منزلاً، إضافة إلى تدمير مئات المنازل بشكل جزئي. فيما وصل عدد المحال التجارية والمنشات الصناعية التي دمرها الاحتلال بشكل كلي إلى 30 منشأة ومحل. وأوضحت نتائج المسح أيضا ان قوات الاحتلال هدمت مسجدا وألحقت أضرارا مختلفة بستة مساجد أخرى.

المصدر : الجزيرة