مدير معهد العلاقات الدولية الروسي: لهذه الأسباب الصين ليست حليفا حقيقيا لروسيا

China's President Xi Jinping and Russia's President Vladimir Putin attend a meeting with members of the Business Council and management of the New Development Bank during the BRICS emerging economies at the Itamaraty palace in Brasilia
الرئيسان الصيني شي جين بينغ (يمين) والروسي فلاديمير بوتين في لقاء سابق (رويترز)

لماذا الصين ليست حليفًا حقيقيا لروسيا؟ هل سيكون الرئيس شي جين بينغ قادرا على مقاومة المجموعة الموالية للولايات المتحدة في الصراع على السلطة؟ وكيف تنفذ واشنطن السيناريو الأوكراني في تايوان؟

كانت هذه الأسئلة جزءا من حوار أجرته صحيفة برافدا الروسية مع مدير معهد العلاقات الدولية الروسي (تعاون) أليكسي بيشكوف حول العلاقات الخارجية الروسية في الوضع الراهن.

وقال أليكسي إن الصين بلد غامض ومغلق، لديه دائما خطه الخاص، ولهذا عندما يقولون إن الصين الحليف الرئيسي لروسيا فسيكون من الخطأ تقبل ذلك بيسر، وذكّر الباحث بما قاله القيصر الروسي ألكسندر الثالث "لدينا حليفان فقط؛ الجيش والبحرية".

خصم جيوسياسي

وشرح أليكسي بأنه يمكن اعتبار الصين "خصما جيوسياسيا" لروسيا أكثر خطورة من الولايات المتحدة. وقال إن الأميركيين لا يزالون بعيدين بينما توجد الصين على الحدود، ولديها خطط كبرى حول قضايا ساخنة، مثل ما يخص نهر أوسوري الحدودي وإقليم خاباروفسك والشرق الأقصى.

وبخصوص أزمة تايوان، قال الخبير الروسي إن الرئيس الصيني يتصرف حاليا بضبط النفس، خاصة بعد وصول الأميركيين إلى تايبيه، وقال "هذا تقليد؛ إنهم يتحققون، ويرون مدى عمق الدخول إلى العدو، ولقد فعلوا الشيء نفسه معنا، وفي النهاية وصل الأمر إلى جسر القرم".

وأضاف أن الأميركيين سافروا إلى تايوان، وسيقدمون شيئا لها، ثم سيحضرون أسطولا إلى هناك، ثم (كما هي الحال في أوكرانيا) سيقدمون مدربيهم الذين سيدربون الجيش التايواني، ثم سيقومون بإنشاء مجموعات ضاربة في تايوان، وهلم جرا".

عدو عدوي

ويشرح أليكسي بأن الصين بالنسبة للأميركيين هي أيضا منافس جيوسياسي، ومن ثم فإن واشنطن -على هذا الصعيد- هي حليف لروسيا بقدر ما الصين ضد الولايات المتحدة؛ حيث يجب على روسيا استخدام كل الأوراق مع كل هذه الدول لتحقيق مصلحتها.

وتحدث مدير معهد العلاقات الدولية عن "صراع على السلطة" في الصين، وذكّر بوجود قوى "موالية للولايات المتحدة"، وتسمى "كومسومول"، وهي طبقة رأسمالية أصغر سنًّا وقوية اقتصاديا، وترى تطور الصين في نموذج جديد، أكثر تأييدًا للغرب، وأقل انغلاقا.

في المقابل -يتابع أليكسي- هناك شي جين بينغ والحرس القديم للحزب الشيوعي الذين يحافظون على هوية الصين، لكي تظل كما هي غامضة، ولا يمكن للجميع الوصول إليها؛ ومن هنا فالرئيس شي جين بينغ هو أكبر صديق بالنسبة لروسيا من القوى السياسية الموجودة.

مفارقات

وأكد الخبير الروسي أن الجميع يعلم أن لدى الصين اقتصادا سريع النمو، لكن -في المقابل- تعاني جارة روسيا من مشاكل عدة؛ اجتماعية واقتصادية وسياسية، ويحاول الأميركيون -من جهتهم- اللعب على هذه المشاكل لتحقيق مصالحهم.

وقال الباحث الروسي إن بقاء شي جين بينغ على رأس السلطة سيعزز موقفه، ويصبح "ستالين الجديد" في الصين، عكس إذا تغيرت الأحوال وباتت "المجموعة الموالية للولايات المتحدة" أقوى.

وبخصوص المجموعات الصينية التي توصف بأنها موالية للولايات المتحدة، قال مدير معهد العلاقات الدولية الروسية إنها تأتي من العواصم الكبيرة والشركات التابعة لها، وتوجد ضمن مرافق الإنتاج الغربية في الصين، وهناك أشخاص مهتمون بضمان الحفاظ على هذه الصناعات وتطويرها وضمان بقاء اتصالهم قويا بواشنطن والغرب.

وأضاف أن هذه المجموعات الاقتصادية لها مؤيدون سياسيون وأيديولوجيون، علما أن الشركات متعددة الجنسيات توغلت في مختلف مجالات الحياة في الصين.

المصدر : الصحافة الروسية