هجوم الإنجيليين.. التبشير المسيحي بالعالم العربي

التبشير المسيحي بالعلم العربي.. هجوم الإنجيليين
لاكروا: الكتاب يعطي للقارئ نظرة علمية ونزيهة عن واقع الإنجيليين بالعالم العربي (لاكروا+الجزيرة)

استعرضت صحيفة لاكروا الفرنسية في عددها الصادر يوم 7 سبتمبر/أيلول 2018 كتابا حول الإستراتيجية التبشيرية للكنائس الإنجيلية بالعالم العربي.

ونبهت لاكروا -ومعناها الصليب- في بداية عرضها إلى أن الكنيسة الكاثوليكية لا تزال حذرة في تبشيرها في البلدان العربية ذات الأغلبية المسلمة، في حين لا يتردد المبشرون الإنجيليون في الهجوم، ومحاولة إقناع المسلمين بالارتداد عن دينهم واعتناق المسيحية، وهو ما نجحوا فيه أحيانا، حسب الصحيفة.

وقد اختارت مؤلفة هذا الكتاب فتيحة كاويس له عنوان "التبشير المسيحي بالعالم العربي.. هجوم الإنجيليين"، وكانت قد خصصت في العام 2013 رسالتها لنيل الدكتوراه لهذه الإشكالية.

واعتبرت لاكروا أن أهمية هذا الكتاب الجديد، الذي نشره المعهد الفرنسي للبحث العلمي، تكمن في كونه يعطي للقارئ نظرة علمية ونزيهة عن هذا الواقع.

وذكرت الصحيفة أن الكاتبة ركزت على ثلاث دول هي الجزائر ومصر ولبنان، منوهة إلى قدم وجود الإنجيليين نسبيا في هذه البلدان، إذ وصل أول المبشرين الإنجيليين الأميركيين إلى بيروت عام 1823، ووصلت بعثة المشيخية البروتستانتية مصر عام 1853، أما البروتستانت الفرنسيون فدخلوا الجزائر في نهاية القرن التاسع عشر.

ثم تبرز المؤلفة سلسلة من العناصر الأساسية في إستراتيجية الإنجيليين بما في ذلك تمويلهم، وعلاقتهم المتناقضة مع الإسلام.

وتشير هنا إلى اعتمادهم على شبكة من المنظمات غير الحكومية التي تشكل ما تسميه الكاتبة بـ"عالم مرن وجامع".

وتعرج المؤلفة على معضلة تواجه المبشرين كلهم في هذه الدول الإسلامية، وهي حل "المعادلة المستحيلة": كيف يمكن "التوفيق بين الحوار والتبشير؟".

بعد ذلك تقدم الكاتبة سلسلة مختارة من روايات المغيرين دينهم من كلا الجنسين.

ولا يفوت هذه الكاتبة أن تخصص فصلا لا يقل أهمية عن سابقيه حول الرهانات السياسية للتحول الديني، وهو ما ينطبق بشكل خاص على مصر، حيث تنتشر شائعات من حين لآخر بشأن إجبار بعض المسيحيين على التحول إلى الإسلام والعكس صحيح.

وتختم المؤلفة كتابها بفصل حول مدى تأثير حملات التبشير الإنجيلي في هذه البلدان، قائلة إن المجتمعات الإنجيلية هناك أصبحت أكثر استقلالا عن المبشرين الأميركيين، بل غدت أحيانا تطالب بالاستقلال التام عنها.

ومن ناحية أخرى يواصل المرتدون عن الإسلام ممن أصبحوا إنجيليين داخل الولايات المتحدة نفسها بث خطابات شديدة التعصب ضد المسلمين، وكثيرا ما استغلت هذه الخطابات، وعلى نطاق واسع، في الدوائر الحكومية العليا بما في ذلك مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)!

وهنا تفكك فتيحة كاويس بدقة هذه الإستراتيجيات القائمة على الكراهية، وتثبت -علاوة على ذلك- أن العديد من هؤلاء الخبراء المزعومين إنما اختلقوا قصصا، دون أن يجدوا من يفند كلامهم، لإرهابيين مزعومين متعطشين للدماء.

المصدر : الصحافة الفرنسية