قطع ترامب مساعدات الأونروا.. القشة التي قصمت ظهر البعير

إقدام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قطع المساعدات الأميركية عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) هو بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للولايات المتحدة بوصفها صانع سلام في الشرق الأوسط.

إذ يقول الباحث من معهد بروكينغز هادي عمر في مقال نشرته له مجلة ذي هيل الأميركية إنه في حين أن الكثيرين في الولايات المتحدة كانوا يحاولون امتصاص صدمة موت السيناتور جون ماكين، فإن إدارة ترامب ارتكبت خطأ في الشرق الأوسط، كان عميقا ومضللا لدرجة أنه سيلاحق الأميركيين لسنوات قادمة.

ويشير الكاتب إلى أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت الجمعة الماضية فجأة أن إدارة ترامب لن تموّل بعد الآن وكالة الأونروا، وهي منظمة كان يموّلها كل رئيس أميركي، سواء كان من الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي.

ويوضح أن الرؤساء الأميركيين السابقين كانوا يدعمون هذه المنظمة منذ إنشائها قبل سبعين عاما، وذلك بوصفها حجر الزاوية في الدعم الأميركي للاستقرار في الشرق الأوسط، وبوصفها تمثل القيمة المثلى من القيم الأميركية لتوفير المساعدات للفئات الأكثر حاجة.

والواقع أن الأونروا منسجمة مع القيم الأميركية لدرجة أن المواطنين الأميركيين يتبرعون مباشرة بملايين الدولارات إلى هذه المنظمة كل عام، وأكثر من بعض البلدان.

ويتساءل الكاتب هل يجب على الأميركيين أن يتفاجؤوا؟ فهم يعرفون بالفعل أن تصرفات ترامب كانت مناوئة للاجئين في الداخل والخارج، ويضيف أن الأميركيين يعلمون أيضا أن قيمة المساعدات البالغة 300 مليون دولار هي مبلغ ضئيل بالنسبة للاقتصاد الدولي الأميركي الذي يزيد عن 100 تريليون دولار، وأنه يمكن لأي بلد آخر تعويض هذ المبلغ.

غير أن المشكلة لا تكمن في هذا المبلغ الزهيد، ولكن في انعكاسات هذه الخطوة التي اتخذها ترامب على الولايات المتحدة والفلسطينيين والإسرائيليين. ويضيف أن إجراء ترامب هذا يستند إلى سوء فهم جوهري للوضع، مما قد يأتي بنتائج عكسية.

فعندما تخفض الأونروا خدماتها في مخيمات اللاجئين الفقيرة في لبنان والأردن وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، فما هي القوى على الأرض التي ستملأ الفراغ؟

ويقول إنه مهما تكن هذه القوى فمن غير المرجح أن تكون صديقة لأميركا. فضلا عن أن الولايات المتحدة تكون قد عزلت نفسها أكثر عن عملية صنع السلام في الشرق الأوسط.

ويشير الكاتب إلى سيطرة إسرائيل على الغالبية العظمى من الأراضي الفلسطينية، ويقول "إن ما تحاول خطوة ترامب هذه تحقيقه هو إقناع ملايين اللاجئين الفلسطينيين بالتخلي عن ارتباطهم العاطفي العميق والمستمر بوطنهم، بيد أن وطنهم هو الأرض المقدسة ولن يتلاشى ارتباطهم بها أبدا، ولكن خطوة ترامب هي بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير".

المصدر : الجزيرة + هيل