عندما تغير الحيوانات نمط حياتها لتجنب الإنسان

Antelopes cross a road close to the United States border with Canada near Havre, Montana, United States, November 20, 2015. Picture taken on November 20, 2015. REUTERS/Lucy Nicholson
بعض الظباء تغير سلوكها وأصبحت تجوب مناطقها ليلا لا نهارا بحثا عن الطعام (رويترز)

لاحظ علماء الحيوان قبل عدة سنوات تغيرا ملحوظا في سلوك الحيوانات البرية في غابات أفريقيا وأنحاء أخرى من العالم. فبعد أن كانت الظباء تجوب مناطقها نهارا تغير سلوكها الآن حتى أصبحت تخرج أكثر في الليل بحثا عن الطعام، وحدث تحول مشابه لحيوانات ثديية معروف عنها أنها من الحيوانات التي تصطاد ليلا.

ففي موزمبيق لاحظ العلماء من جامعة كاليفورنيا بيركلي الأميركية بقيادة الدكتورة كاتلين غينور أن الفيلة بدأت ترتحل تحت جنح الظلام عندما كانت الطرقات خالية نسبيا من البشر وكانت تظل باقية في الغابة نهارا.

وفي نيبال كانت النمور تنشط غالبا مع ضوء القمر عندما يكون الناس نائمين.

وفي بولندا قسمت الخنازير البرية التي تعيش في أحد المتنزهات الوطنية أيامها بالتساوي بين الاستيقاظ والنوم، بينما الخنازير التي تسكن الحضر كانت لا تكاد تستيقظ إلا ليلا.

بعض الأنشطة البشرية غير القاتلة مثل المشي والتنزه في الغابات تثير الرعب في الحيوانات البرية مثلما يفعل صيدها

وربطت غينور وزملاؤها هذه السلوكيات بأدلتها على حدوث تحولات ليلية في عشرات الأنواع من الحيوانات التي تحتك بالبشر بانتظام، في دراسة نشرت في يونيو/حزيران حول كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وترى الباحثة أن هذه التغييرات السلوكية تجلب معها تغيرا تطوريا سريعا أيضا.

وقد استغرقت الدراسة التي أطلق عليها العلماء "التطور بسبب الإنسان" نحو عشرين عاما، حيث تشير الأدلة إلى أن الإنسان كان يتلاعب عمدا بالنبات والحيوان لإخراج الصفات المفضلة للأعمار (كما يشير الدليل الأول إلى التطور الذي حدث مع بعض أنواع الكلاب مثل البيغل والدرواس والشيواوا).

وتوصلت غينور إلى أن بعض الأنشطة البشرية غير القاتلة مثل المشي والتنزه في الغابات تثير الرعب في الحيوانات البرية مثلما يفعل صيدها، وتعتقد أنه كلما أصبح السلوك الليلي أكثر رسوخا يمكن أن يتبع ذلك المزيد من التكيفات الجذرية، كأن تكتسب الثدييات سمات ملائمة للتنقل في الظلام، مثل الأعين الأكثر اتساعا والآذان الأكثر حساسية وحاسة الشم الأكثر قوة.

ولاحظت غينور أن التغييرات في أحد الأنواع من المرجح أن يزيد من التغييرات في أنواع أخرى. ومثال ذلك أن الشادن الأحمر (نوع من الغزلان) في الأرجنتين تعلمت تجنب الصيادين بالبحث عن الطعام ليلا، مما يقلل المنافسة مع الأنواع الأخرى من جنسها.

وتظهر الأبحاث بالفعل أن بعض ذئاب القيوط في كاليفورنيا كيفت نفسها مع الصيد ليلا وبدأت تعتاد على اصطياد القوارض الليلية التي كانت لا تأكل منها إلا القليل، وأن بعض الفرائس الليلية من المرجح أن تصبح أكثر نشاطا في النهار مستخدمة البشر "دروعا مؤقتة" ضد الحيوانات المفترسة.

المصدر : الصحافة الأميركية