قريبا.. أجمل الناس لن يكونوا بشرا بل كائنات رقمية

shudu.gram
"شودو" كائن رقمي أفريقي الملامح على إنستغرام (مواقع التواصل)

لم تعد شركات عروض الأزياء والتصميم بحاجة إلى الاعتماد على الصدف للحصول على عارضات أو عارضين من البشر؛ فالكائنات الرقمية أصبحت تحل محل البشر وتتفوق عليهم في الجمال والشكل.

ونشرت واشنطن بوست تقريرا عن هذا الموضوع، حيث أشارت إلى أن المصور البريطاني الشهير كاميرون-جيمس ويلسون -الذي أنشأ "شودو"، وهي كائن رقمي أفريقي الملامح على إنستغرام– كشف عن حقيقتها بعد أن نالت شهرة واسعة، ليضع حدا للجدل المسعور الذي استمر شهورا حول أصلها.

وأصبحت شودو أول "سوبر مودل" رقمي في العالم، وأثار التودد الواسع لملامحها التي تكاد تنبض بالحياة توقعات بأنها لن تكون الأخيرة.

إلغاء الخط المميز
ووصلت شودو في وقت عتّم فيه تطبيقا إنستغرام وسناب شات -المعتمدان على الذكاء الصناعي لتعديل وتحرير الصور- الفاصل بين الحقيقة والخيال، لأنها تساعد في تحويل الناس الحقيقيين إلى رسومات أو تجسيدات رقمية تتطلع للحصول على الإعجاب (لايكات).

وضمت مجلة تايم الأميركية هذا الصيف كائنة رقمية غامضة تحولت إلى إيقونة في الرموز النمطية تُسمى "ليل ميكويلا"، وتضاف إلى قائمة الشخصيات الأكثر تأثيرا عبر الإنترنت، ولها 1.3 مليون معجب يشرحون تأملاتها وخياراتها في الموضة، ويقدرون الأفكار والاقتراحات التي تقدمها لهم تقديرا عاليا.

والكائنات الافتراضية -مثل ميكويلا وشودو- هي بداية ثورة التجسيدات الرقمية "أفاتار"، كما يقول بعض مراقبي هذه الصناعة.

ضغوط نفسية
ويقول ويلسون إنه كلما تزايد ارتياح الناس لهذه الكائنات الرقمية المصنوعة، يرى بعض ملاك العلامات العالمية فرصا لجني الأرباح.

ويقول المراقبون أيضا إن معالجة الصور الرقمية لتصبح كأنها لبشر فعليين تسببت في نشر معايير غير واقعية للجمال، الأمر الذي بدأ يؤثر حتى على الأطفال الذين لم يتجاوزوا الخامسة من أعمارهم، ويخشى البعض من أن تتسبب موجة قادمة من الطرز الرقمية في المزيد من الضغوط النفسية على الناس، خاصة النساء ليرتقين إلى المستوى الجديد من نسخة الجمال الصناعي.

ويقول التقرير إن الناس لا ينجذبون للصور التي تشبه الرسوم المتحركة، لكن إذا أصبحت "التجسيدات الرقمية" مثل البشر الحقيقيين، فإن ذلك سيسلب من وكالات التصميم وعروض الأزياء الكثير من سلطاتها.     

المصدر : واشنطن بوست