الغش الإلكتروني.. تعددت الوسائل والهدف واحد

Students sit for the philosophy baccalaureate exam at the French Louis Pasteur Lycee in Strasbourg, June 18, 2012. The baccalaureate is the secondary school final examinations for qualification into university. REUTERS/Vincent Kessler (FRANCE - Tags: EDUCATION) ATTENTION EDITORS FRENCH LAW REQUIRES THAT THE FACES OF MINORS ARE MASKED IN PUBLICATIONS WITHIN FRANCE
طلاب يؤدون اختبارات بمدينة ستراسبورغ بفرنسا (رويترز-أرشيف)

يستخدم الطلاب هذه الأيام طرق غش أكثر تطوراً لضمان الحصول على درجة جيدة في الامتحانات، مما يستدعي إجراءات رقابية مستحدثة تتماشى وحجم التحدي. 

بعض هذه الوسائل لا يكلف سوى أقل من 50 يورو، وهو غير قابل للكشف عنه إطلاقا، حسب ما صرحت به السبت الماضي الأستاذة والباحثة في تاريخ القانون بجامعة باريس 13 أوريل لفاسير في تغريدة على تويتر.

وتشتبه لفاسير في أن أحد تلاميذها استخدم خلال الاختبار الشفوي "سماعة الجاسوس" وهو أداة جديدة تسمح بالاتصال بطريقة مخفية تماما عن عين المراقب، وبالتالي تُمكن مستخدمها من الغش دون أن ينكشف أمره، وفقا لصحيفة لوباريزيان الفرنسية.

وقد ألهم الإنترنت ووسائله وتطبيقاته الطلاب طرقا مبتكرة للحصول بصورة غير شرعية على نتائج جيدة بالامتحانات، فغدوا يلجؤون أكثر فأكثر للتقنيات الجديدة لتحقيق مبتغاهم، ومن بين وسائلهم السماعات الخاصة والساعات المشبوكة بالإنترنت وتسريب المواضيع عبر الشبكات الاجتماعية.. إلخ.

ففي فرنسا مثلا، تحوم شبهات حول قيام أربعة من طلاب المدارس الثانوية بالغش في امتحانات البكالوريا، وذلك بمراجعة المواضيع التي تم تسريبها على شبكة سناب شات الاجتماعية قبل بضعة أشهر، ولم يعرف بعد مصدر ذلك التسريب.

وواجهت الجزائر خلال امتحانات البكالوريا لعام 2016 تسريب مواضيع على الشبكة العنكبوتية، ونتيجة لذلك اضطر أكثر من 500000 طالب إلى إعادة إجراء الاختبارات.

وفي السنة الماضية، جهزت إحدى طالبات الثانوية العامة بالجزائر نفسها بشريحة إلكترونية في الأذن لها قدرة على الاتصال عبر الأقمار الصناعية، واعتمدت عليها في نسخ إجابات كان يمليها عليها زميل بالخارج.

وقد دفعت هذه الحوادث الجزائر لقطع الإنترنت تماما وفي كل أنحاء البلاد خلال الساعات الأولى لامتحانات الثانوية العامة لهذا العام 2018، كما وضعت أجهزة لكشف المعادن عند مداخل مراكز الاختبارات.

نظارات وساعات
وفي مايو/أيار 2016، استخدم ثلاثة طلاب تايلنديين خدعة أكثر ابتكارًا للنجاح بامتحان دخول كلية الطب، إذ ذهبوا لحد إخفاء كاميرات صغيرة بنظاراتهم التي كانت مربوطة بساعات مشبوكة بالإنترنت، فكانوا يصورون وثائق الاختبار بكاميرات النظارات، ثم يرسلون الصور مباشرة لمتواطئين معهم بالخارج، ليقوم هؤلاء بحل الاختبار وإعادة الإجابات إلى الساعات المتصلة ليستفيد منها الطلاب بشكل غير شرعي في إجاباتهم.

وبنفس السياق وفي عام 2015، تم القبض على طالب من كلية إدارة الأعمال بالقانون في جنيف يستخدم ساعة متصلة بالإنترنت كان يقرأ منها مباشرة الدروس محل الاختبار.

ويعتبر الغش بالامتحانات في فرنسا نوعا من الاحتيال، ويمكن أن يتعرض صاحبه للتوبيخ والحرمان من أداء أي امتحان بالتعليم الوطني لمدة خمس سنوات كحد أقصى، أو حظر الالتحاق -بنفس المدة- في أي مؤسسة عامة للتعليم العالي.

وقد تصحب هذه العقوبة بإلغاء امتحان المترشح وحصوله بالتالي على "صفر" ويمكن أن يتعرض الغاش ومن ساعدوه لعقوبات جنائية مثل غرامة بــ 9000 يورو أو السجن ثلاث سنوات للغاش والمتواطئين معه، وفق ما جاء بصحيفة لوباريزيان.

المصدر : الصحافة الفرنسية