عبد الله العودة: بن سلمان يعيد السعودية لعصور مظلمة

epa06657170 Saudi Arabia's Crown Prince Mohammed bin Salman leaves Matignon after his lunch meeting with French Prime Minister Edouard Philippe (not pictured) in Paris, France, 09 April 2018. Crown Prince of the Kingdom of Saudi Arabia Mohammed bin Salman, is on a three-days official visit to France. EPA-EFE/YOAN VALAT
خصوم محمد بن سلمان يقولون إنه يقمع كل معارضيه لفرض سلطته المطلقة (الأوروبية)

قال الأكاديمي السعودي عبد الله العودة إن ولي العهد محمد بن سلمان يعيد السعودية إلى "عصور مظلمة" من خلال إقامة نظام حكم أكثر تسلطا من أي نظام شهدته المملكة.

وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية كتب نجل الداعية المعتقل سلمان العودة إنه في حين أن عددا من الملوك وأولياء العهد السابقين وعدوا أو حاولوا إرساء بعض الآليات الديمقراطية فإن ولي العهد الحالي الذي يتولى فعليا زمام القيادة يعيد المملكة إلى ما قبل شكلها الحديث.

واعتبر عبد الله العودة -وهو باحث في ما بعد الدكتوراه بجامعة ييل الأميركية- أن محمد بن سلمان يرسي ملكية مطلقة أكثر مما فعله أي من أسلافه.

ويذكر كاتب المقال بما قاله ولي العهد الحالي في مقابلة مع مجلة أتلانتيك من أن الملكية المطلقة لا تمثل تهديدا لأي بلد آخر بما فيها الولايات المتحدة، بل إنه اعتبر في تلك المقابلة أن فرنسا عندما كانت خاضعة لنظام الملكية المطلقة ساعدت في تأسيس الولايات المتحدة.

ولكن الرجل -يقول الأكاديمي السعودي- فاته أن الملكيات المطلقة ثارت ضدها الشعوب، وهو بهذا الموقف تحديدا تبنى نظاما ساد في فترات ما قبل المملكة الحديثة وتخلى عنه معظم أسلافه بمن فيهم جده الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة.

ويقول عبد الله العودة إنه بخلاف الملوك وأولياء العهد السابقين الذين وعدوا أو حاولوا إرساء مؤسسات منتخبة كشكل من أشكال الديمقراطية فإن محمد بن سلمان لم يعد بشيء في هذا المجال.

محمد بن سلمان لم يقدم وعودا عدا تشديد قبضته على السلطة وممارسة القمع الديني، في حين أنه يعد في المقابل برخاء اقتصادي

مقاربة متخلفة
وعلى حد تعبير الكاتب فإن مقاربة ولي العهد السعودي للملكية متخلفة حتى عن المقاربة التي كانت لدى جده عبد العزيز.

واستعرض الباحث السعودي وعودا أو محاولات بذلها بعض الملوك وأولياء العهد السعوديين السابقين لوضع بعض أسس الحكم الديمقراطي، وكان من بين هؤلاء الملك عبد العزيز الذي وعد بعد سيطرته على الحجاز في 1924 بمجلس منتخب ومشاركة سياسية على أساس الشورى ولكن ذلك لم يتحقق.

ثم جاء دور الملك سعود -وهو أول ملك من أبناء عبد العزيز- الذي اقترح إرساء ملكية دستورية، وهو اقتراح كاد يجد طريقه للتنفيذ، ومن بعده الملك فهد الذي قدم وعدا مشابها أثناء ولايته العهد ثم بعد تنصيبه ملكا، وكذلك فعل أخوه عبد الله عندما كان وليا للعهد.

أما محمد بن سلمان -يقول عبد الله العودة- فإنه لم يقدم وعودا عدا تشديد قبضته على السلطة وممارسة القمع الديني، في حين أنه يعد في المقابل برخاء اقتصادي عبر مشروع "نيوم".

وبالنسبة إلى الأكاديمي السعودي فإن نزعة محمد بن سلمان نحو السلطة المطلقة تعد تحولا دراماتيكيا مقارنة بالوعود السابقة بشأن الديمقراطية في السعودية.

ولخص العودة رؤيته للمسار الحالي بأنه في الوقت الذي حازت فيه الإدارة السعودية الحالية على بعض الإشادة في ما يتعلق بخططها للرخاء فإن الواقع يشهد بأن السعودية تعود إلى الماضي، وأنه بتخليه عن الوعد بالديمقراطية فإن ولي العهد الحالي ربما بصدد إعادة المملكة إلى العصور الوسطى.

المصدر : واشنطن بوست