كيف ساعد ويكيليكس موسكو لإيصال ترمب إلى البيت الأبيض؟

LONDON, ENGLAND - MAY 19: Julian Assange speaks to the media from the balcony of the Embassy Of Ecuador on May 19, 2017 in London, England. Julian Assange, founder of the Wikileaks website that published US Government secrets, has been wanted in Sweden on charges of rape since 2012. He sought asylum in the Ecuadorian Embassy in London and today police have said he will still face arrest if he leaves. (Photo by Jack Taylor/Getty Images)
أسانج يحتمي داخل سفارة الإكوادور بلندن منذ 2012 خوفا من ترحيله للسويد حيث يواجه تهم الاغتصاب (رويترز)

في مطلع 2017، سُئل مؤسس ويكيليس عما إذا كان بإمكانه أن يؤكد بنسبة 1000% أنه لا علاقة لروسيا بالإيميلات التي سربها عن حملة المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون من أجل ترجيح كفة منافسها الجمهوري دونالد ترامب.

وبشكل لا بأس به، رد جوليان أسانج بالقول "نعم يمكنني قول ذلك. لقد قلنا مرارا طيلة شهرين إن روسيا ليست مصدرنا. لا توجد دولة طرفا" في الحصول على هذه التسريبات.

لكن إنكار أسانج تقوضه التهم التي وجهها القضاء الأميركي مؤخرا لـ 12 عنصرا من الاستخبارات العسكرية الروسية، بشأن قرصنة انتخابات الرئاسة الأميركية في2016.

وقد نشرت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأميركية تقريرا يوضح كيف تربط التهم بين القراصنة الروس ومؤسس موقع ويكيليكس.

وإذا ثبتت التهم الجنائية الموجهة لهؤلاء فإن ذلك يدين مباشرة جوليان أسانج كونها تؤكد حصول ويكيليكس على مواد ومعلومات من جهة تخضع لإدارة الاستخبارات العسكرية الروسية.

إرشاد القراصنة
وليس ذلك فقط، بل تشير التهم التي وجهها المحقق روبرت مولر للروس إلى أن ويكيليكس قدم إرشادات للقراصنة حول أنجع آلية لنشر المعلومات التي حصلوا عليها.

وفق لائحة الاتهام، فإن موقع ويكيليكس أبلغ الجهات المقرصنة في 6 يوليو/تموز 2016 بأن نشره للمواد المسربة سيكون أكثر تأثيرا مما تفعله هذه الجهات نفسها.

وجاء في الرسالة "نعتقد أن فرص ترمب بالفوز على كلينتون لا تتجاوز 25%. ولذلك من المفيد الصراع بين كلينتون وبيرني (ساندرز).

يومها كان التوتر محتدما بين معسكري بيرني ساندرز وكلينتون داخل الحزب الديمقراطي بسبب الإيميلات المقرصنة.

كذلك، تغذي لائحة الاتهام نظرية المؤامرة حول ربط التسريبات بمقتل الموظف في الحزب الديمقراطي سيث ريتش.

وكانت الشرطة أفادت بمقتل ريتش في يوليو/تموز 2016 في حادثة سطو بكولومبيا.

هذه الحادثة استغلها أصحاب نظرية المؤامرة وروجوا لمزاعم بأن ريتش (27 عاما) كان يزود القراصنة بالمعلومات وأنه قتل على خلفية ذلك.

‪تحقيقات مولر قادت لاتهام عملاء روس وأطاحت بشخصيات مقربة من ترمب‬ (الأوروبية)
‪تحقيقات مولر قادت لاتهام عملاء روس وأطاحت بشخصيات مقربة من ترمب‬ (الأوروبية)

أسانج نفسه طرح هذه الفكرة أثناء حديثه في مقابلة مع تلفزيون هولندي بعد شهر من مقتل ريتش، حيث قال إن مصادر ويكيليكس تخاطر وإنها تخشى من "حصول أشياء من هذا القبيل".

وكان المحقق الخاص روبرت مولر قد وجه الجمعة تهما إلى 12 ضابطا روسيا بقرصنة حواسيب الحزب الديمقراطي الأميركي وحملة مرشحته للرئاسة هيلاري كلينتون في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

غضب وتحذير
وقد أثار قرار الاتهام غضب الديمقراطيين الذين طالبوا بإلغاء القمة الأميركية الروسية المقبلة في هلسنكي.

وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إنه "يجب على ترامب أن يلغي لقاءه مع فلاديمير بوتين إلى أن تتخذ روسيا إجراءات منظورة وشفافة تبرهن على أنها لن تتدخل في الانتخابات المقبلة"، علما بأن الولايات المتحدة تشهد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل انتخابات برلمانية.

ولم يقتصر الغضب على الديمقراطيين، بل طال بعضا من الجمهوريين وفي مقدمتهم السناتور النافذ جون ماكين الذي دعا ترامب إلى إلغاء قمته مع الرئيس الروسي "إذا لم يكن مستعدا لمحاسبته".

وقبل يومين، كشف مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية دان كوتس أن عمليات القرصنة الرقمية التي تستهدف الولايات المتحدة تتزايد باطراد، ولا سيما تلك الآتية من روسيا.

المصدر : الصحافة الأميركية