إستراتيجية روسيا في سوريا.. كيف تكسب حربا بالشرق الأوسط؟

بدء تنفيذ اتفاق وقف القتال بين المعارضة وروسيا بدرعا
بدء تنفيذ اتفاق وقف القتال بين المعارضة وروسيا بدرعا (الجزيرة)

يرى الباحث كمال علام -وهو متخصص في التاريخ العسكري المعاصر للعالم العربي وباكستان والشؤون السورية بمعهد السياسة- أن إستراتيجية روسيا في سوريا تكشف كيفية كسب أي حرب بالشرق الأوسط وذلك بما يظهره الروس الآن من مهارات مكيافيلية تحدد ما يبدو عليه شكل النجاح في ساحة المعركة، وكيف أنه لأول مرة في التاريخ الحديث ينتصر تدخل عسكري بالشرق الأوسط.

وقارن الباحث في مقال بموقع "ميدل إيست آي" بين التدخل العسكري الروسي في سوريا والتدخلات الأميركية بالشرق الأوسط، من ليبيا إلى اليمن والعراق وأفغانستان، وكيف أنها في الحالة الأميركية باءت جميعها بالفشل الذريع بخلاف ما حققه الروس في سوريا من انتصار واضح، مما جعلهم الآمر الناهي ليس فقط في سوريا ولكن أيضا بالشرق الأوسط الأوسع، حسب رأيه.

وقال علام إن هذا ما جعل قادة مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخطبون ود موسكو الآن لإنقاذهم من الفوضى التي شكلتها الولايات المتحدة، وحتى الرئيس الأميركي يستعد لقمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث ستكون سوريا نقطة حوار مهمة. 

واعتبر ذلك تفوقا روسيا على الأميركيين، بل على الخصوم السابقين مثل تركيا والسعودية.

وأشار علام إلى تدخل الروس لمساعدة الحكومة والجيش السوري في عام 2015 وكيف بدؤوا فورا عقد صفقات مع مختلف الجماعات المسلحة بغض النظر عن مواقف مؤيديها، وفي نفس الوقت استخدموا قوة جوية عسكرية ساحقة لإخضاع بقية الجماعات وأخذوا زمام المبادرة لجعل الجيش السوري والبنية التحتية للدولة أكثر كفاءة وقدرة.

وألمح الكاتب إلى خطأ تكهنات المحللين الذين تنبؤوا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه على الرغم من الانتكاسات الحادة التي مني بها الجيش والمخابرات السورية كانت لديهما قوات في جميع أنحاء البلاد تمكنت من اختراق الثوار والجماعات "المتطرفة".

المصدر : الصحافة البريطانية