"مجلس التعاون الخليجي" ميت سريريا

شعار مجلس التعاون الخليجي - الموسوعة
مجلس التعاون الخليجي يترنح تحت وطأة الاستقطاب (الجزيرة)
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن حصار قطر أفرز قطبين متصارعين ظلا طيلة الاثني عشر شهرا الماضية يهاجمان بعضهما البعض بحدة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، مما ينذر بطي صفحة مجلس التعاون الخليجي.

وأضافت الصحيفة أن القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر يوم 5 يونيو/حزيران 2017 بفرض حصار دبلوماسي واقتصادي على قطر، أدخل منظومة مجلس التعاون الخليجي (الذي يضم الدول الخليجية الأربع إضافة إلى الكويت وسلطنة عمان) في غيبوبة.

ولفتت إلى أن ما تسرب من نية السعودية التدخل عسكريا في قطر إذا حصلت على نظام الدفاع الصاروخي الروسي "أس 400" وما صاحب ذلك من ردود، كشف عن مزيد من الشقاق بين دول المجلس وزاد الطينة بلة.

ونقلت الصحيفة في هذا الإطار عن أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر الدكتور ماجد الأنصاري قوله إن "الحصار المفروض على قطر وضع حدا نهائيا لطموحات الوحدة بمجلس التعاون الخليجي".

وأضاف الأنصاري أن "الإرادة السياسية لمثل هذا المشروع كانت ضعيفة أصلا، لكنها الآن غائبة كليا، إذ إن قطر وعُمان والكويت لا ترى أي مصلحة في الانضمام إلى مجلس تهيمن عليه المملكة العربية السعودية".

موت سريري
واستطردت الصحيفة بعرض تاريخ مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه عام 1981 كتكتل مناهض للثورة الإيرانية التي انتصرت عام 1979، معرجة على المحنة التي تعرض لها على أثر احتلال العراق للكويت عام 1990، وملفتة إلى ما حققه هذا المجلس من نجاح بالذات على المستوى الاقتصادي.

وذكرت في هذا الصدد أن المجلس بدأ عملية تحرير لحركة الناس والبضائع ورأس المال منذ العشرية الأولى من هذا القرن، فأصبح بإمكان مواطني الدول الأعضاء الإقامة والعمل والاستثمار أينما رغبوا في ذلك، مما كان له أثر جيد خصوصا على سلطنة عمان ومملكة البحرين، إذ استفادتا من مساعدة الدول الأخرى الغنية بالمجلس ومولا بها العديد من مشاريع البنية التحتية.

لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح بسبب الأزمة الحالية، غير أنه لا أحد من الأطراف الفاعلة في الأزمة مستعد لإصدار شهادة وفاة لمجلس التعاون، وفي الوقت نفسه لا أحد عبّر عن استعداده لنجدته، وكلما طالت المواجهة الحالية صعب أكثر إنعاش هذا المجلس الذي أصبح من الآن فصاعدا في حالة موت سريري، على حد تعبير "لوموند".

المصدر : لوموند