هل يكشف كنز الموساد للأسرار النووية خداع طهران؟

كومبو جواد ظريف و نتنياهو
وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف (يمين) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

أشارت صحيفة تايمز إلى أرشيف إيران النووي السري الذي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا أنه حصل عليه وكيف أن التعاطي الجمعي لهذا الأمر في أنحاء المنطقة ولد إحساسا بأن الحرب الخفية بين العدوين على وشك الدخول في مرحلة جديدة محمومة، في حين ظلت طهران صامتة واعتبرت الأمر حيلة قديمة مكشوفة.

ولهذا بدأ نتنياهو بتفويض نشر بعض من كم الوثائق الضخم الذي تمت سرقته من مستودع متهدم بالعاصمة طهران في يناير/كانون الثاني الماضي، وفي حين يسافر إلى ألمانيا اليوم ومنها إلى فرنسا وبريطانيا من المتوقع أن يستخدم هذه الملفات في إشعال خلاف حاد بين إدارة ترامب والأوروبيين.

وتضيف تايمز أن رسالة نتنياهو في ذلك هي أن اتفاق إيران الذي أشاد به باراك أوباما ووصفه بأنه تحفة فنية في فن الحكم بني على استخبارات ناقصة وجرعة كبيرة من التفاؤل، وبالتالي فإن إبقاءه في مكانه سيعطي وقتا للنظام الإيراني للمضي قدما في استعداداته السرية لتصنيع قنبلة نووية.

وألمحت الصحيفة إلى أن قرار انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي أصبح حقيقة مؤكدة عقب قيام جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد بسرقة الوثائق وإبلاغ ترامب بها.

وأضافت أن إسرائيل تريد عدم خروج بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن الصف، وتحقيق توازن مع إيران يمكن أن يخفف الضغط، ويتعين على نتنياهو إقناع الأوروبيين بأن موقفهم المقتنع بأن إيران لم تنتهك أبدا اتفاقية عام 2015 غير مقبول، ولهذا اصطحب معه ضباط الموساد الذين شاركوا بعض تحليلهم مع جهاز الاستخبارات البريطاني والأجهزة الأخرى.

قرار انسحاب ترامب من الاتفاق النووي أصبح حقيقة مؤكدة عقب قيام جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد بسرقة الوثائق وإبلاغ ترامب بها

ورجحت الصحيفة أن تضم الملفات النووية تفاصيل الشركات الوهمية التي زودت إيران بالمواد المحظورة وربما بعض الخداع المتقن، وقد يكون الاتفاق محكوما عليه بالفشل على الرغم من دعم إيران وبعض الأوروبيين.

ومع ذلك تضيف الصحيفة أن الملفات التي سيقدمها نتنياهو دليلا على خداع إيراني سابق قد لا تقنع أطرافا متعددة في الاتحاد الأوروبي.

وختمت الصحيفة بأن مسار العمل واضح بما فيه الكفاية للمتشككين والمؤيدين للاتفاق على حد سواء بأنه يجب أن يكون هناك ضغط متضافر على إيران للسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش مواقعها العسكرية والتحقيق في الأمر، وكما يقول مفتش الأسلحة السابق ديفد أولبرايت "إذا رفضت ذلك فإنه يجب حينئذ إلغاء اتفاق إيران ويجب أن يعود العالم إلى حملة الضغط والعودة العالمية للعقوبات".

المصدر : تايمز