فيسك: كوشنر واهم والفلسطينيون لن يبيعوا قضيتهم بالمال

جاريد كوشنر.. صدمة في البيت الأبيض
كوشنر في البيت الأبيض (رويترز)

صفقة القرن التي يقترحها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجرد الفلسطينيين من كل كرامة. هل يعتقد كوشنر حقا أنه وبعد ثلاث حروب عربية إسرائيلية وملايين القتلى واللاجئين أن الفلسطينيين سيقبلون بمشروعه مقابل المال؟

هكذا استهل الكاتب بصحيفة إندبندنت البريطانية روبرت فيسك مقالا له عن صفقة القرن، متسائلا عما إذ كانت هناك إهانات لا تزال تنتظر أن يتجرعها الفلسطينيون؟

واستمر فيسك في تساؤلاته: بعد أوسلو وحل الدولتين وسنوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقتين "أ، ج" لتحديد أي نوع من الاحتلال يجب أن يخضع له الفلسطينيون، وبعد اغتصاب اليهود مساحات واسعة من أراضي العرب، والقتل الجماعي بغزة، وقرار ترامب بأن القدس كلها يجب أن تكون عاصمة إسرائيل، هل نأتي للفلسطينيين ونطلب منهم القبول بالمال والعيش البائس؟ وبقرية عاصمة لهم؟ ألا تستحون!

سيُقال للفلسطينيين إنها نهاية اللعبة، العرض الأخير، خذوه أو اتركوه، إلى الجحيم. لا إنهاء للاحتلال، ولا أمن، ولا جيش، ولا حدود مستقلة، ولا وحدة، ولا عودة، مقابل كميات ضخمة من المال، مليارات من الدولار واليورو، وملايين الإسترليني، و"زليونات" الريالات والدنانير والشيكلات.

رعاية الحوامل
ألا يعي ولي العهد كوشنر أنه واهم؟ ألم يلاحظ أن الفلسطينيين الذين احتجوا وعانوا وماتوا وفقدوا أراضيهم سبعين عاما لم ينظموا احتجاجا واحدا للمطالبة بشوارع أفضل ومناطق للتجارة الحرة؟ أو مطار آخر؟ أيعتقد كوشنر أن أهالي غزة سيّروا مسيراتهم إلى الأسوار الحدودية القاتلة للمطالبة بعيادات لرعاية الحوامل؟

كيف حُق لكوشنر أن يهين الشعب العربي كله بإشارته إلى أن حرية الشعب الفلسطيني وسيادته واستقلاله وكرامته وحقه في العدالة وفي الحصول على دولة لا تعدو كونها حجج سياسيين؟ ألا يوجد سقف لهذا الجنون؟

ويقول فيسك إن كل هذا الهراء يعتمد على سخاء السعودية الذي يبدو أن ولي عهدها يحاجج أباه الذي لا يرغب في التخلي عن المبادرة السعودية الأصلية التي تصر على دولة فلسطينية بعاصمتها القدس، كما يعتمد على ضعف ملك الأردن الذي أثارت بلاده -التي تعاني مما حمّله إياها صندوق النقد الدولي من متاعب مالية- احتجاجات غير مسبوقة، وعلى دعم مشير (رئيس) مصر الذي يُفترض أن يصبح سعيدا بفرضه القانون والفوائد المالية على الحدود المصرية مع غزة.

وأشار الكاتب إلى أن فريق صفقة القرن والدبلوماسيين الأميركيين في إسرائيل جميعهم يهود، متسائلا: ألم يجد الأميركيون بينهم صوتا واحدا من مسلم أو مسلمة يشارك الطرف الآخر (الفلسطينيين) عقيدته؟

المصدر : إندبندنت