فورين بوليسي: بن سلمان يرمي القضية الفلسطينية تحت الحافلة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس - ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
محمود عباس وبن سلمان (الجزيرة)

نشرت مجلة فورين بوليسي تقريرا بعنوان "محمد بن سلمان رمى الفلسطينيين تحت الحافلة" تقول فيه إن الدول العربية والولايات المتحدة تخلت عن القضية الفلسطينية وتعتقد أنها تستطيع إخضاع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وبحسب المجلة لجأ ولي العهد السعودي إلى استغلال نزاعات المنطقة ِالمختلفة لمواجهة إيران وصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية. وتفيد فورين بوليسي بأن السعودية والإمارات تحركتا من محاولات التعاون السري مع إسرائيل إلى الحديث علنا عن استعدادهما ورغبتهما في بناء علاقات أبعد من الصلات السرية.

ونسبت إلى الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد قوله، نقلا عن مصدر داخل غرفة اجتماعات جمعت بين بن سلمان ويهود مؤيدين لإسرائيل في نيويورك مارس/آذار الماضي، إن تصريحات بن سلمان التي انتقد فيها القيادة الفلسطينية لعدم استفادتها من فرص السلام وتقليله من شأن القضية الفلسطينية أدهشت اليهود في الاجتماع إلى حد سقوط بعضهم (حرفيا) من مقاعدهم.

الأجواء السعودية
وقالت أيضا إن سماح السعودية للطيران الهندي عبور أجواء المملكة إلى إسرائيل صدم الفلسطينيين.

ولم يعد الفلسطينيون محل اهتمام أو تركيز في الأجندة الإقليمية، وبدأ القلق يتزايد وسط القادة الفلسطينيين جراء شروع بعض القادة العرب في تحويل تركيزهم إلى إيران وتدخلها في اليمن والعراق وسوريا.

تصريحات بن سلمان التي انتقد فيها القيادة الفلسطينية لعدم استفادتها من فرص السلام وتقليله من شأن القضية الفلسطينية أدهشت اليهود في الاجتماع إلى حد سقوط بعضهم (حرفيا) من مقاعدهم

وقالت المجلة أيضا إن القادة العرب يصرحون بدعمهم للقضية الفلسطينية، لكن الفلسطينيين يعلمون أن هذه التصريحات مجرد ادعاءات. فأغلبية المساعدات التي تعهد بها العرب لإعادة تعمير غزة بعد حرب 2014 لم يتم الإيفاء بها.

أولويات الحكومات العربية
وأشارت إلى أن التركيز الدبلوماسي العربي تحوّل إلى المشاكل الداخلية والاستقرار الداخلي والأعداء الإقليميين مثل إيران، والنزاعات العربية العربية ومواجهة التطرف "الإسلامي".

ولم تكتف بعض الحكومات العربية بتهميش القضية الفلسطينية في أجندتها، بل ظلت تسعى لوقف شعوبها من دعم القضية الفلسطينية "لأن هذه الحكومات ترى أن القضية الفلسطينية مهددة لها".

وبدأ الفلسطينيون يقتنعون حاليا بأنهم لا يستطيعون الاعتماد على حلفائهم التقليديين في العالم العربي، كما أن تغيّر ميزان القوى بين الفلسطينيين وإسرائيل لصالح الأخيرة، بالإضافة إلى الانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين تركت الفلسطينيين في موقف ضعيف.

خيار المجتمع الدولي
ولم يتبق للفلسطينيين إلا قليل من الخيارات ومنها اللجوء إلى المجتمع الدولي، حيث بدؤوا في السنوات الأخيرة يسعون للانضمام لمنظمات ومعاهدات دولية كجزء من إستراتيجيتهم لإقامة دولتهم عبر المنابر الدولية أو رفع شكاوى جنائية دولية بأمل الضغط على إسرائيل لتحمل مسؤولية أفعالها.

وعلقت الصحيفة بأن هذا التكتيك الفلسطيني قد نجح بعض الأحيان في الماضي لكن تغيّر القيادة الأميركية من باراك أوباما إلى دونالد ترمب أثبت أن المساعي الدولية للفلسطينيين ستكون أمامها عقبات جمة.

وكان تقرير نشرته مجلة نيويوركر الأميركية قد ذكر أن جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي ومحمد بن سلمان وضعا الخطوط العريضة لتحالف شرق أوسطي يركز على مواجهة إيران وإخضاع الفلسطينيين للموافقة على صفقة القرن.

وتردد أن بن سلمان قال في وصف إستراتيجيتهما بأنه سيتولى أمر الفلسطينيين، بينما سيتولى ترمب أمر إسرائيل.

المصدر : فورين بوليسي