هؤلاء نسوة ضحين لتقود المرأة السعودية السيارة

مدونات - المرأة السعودية
سعودية بالخبر تقود سيارتها اليوم (رويترز)

بدأت السعوديات اليوم التمتع بحق قيادة السيارات بعد حظر دام عقودا، لكن كثيرات ممن تجشمن عناء الدفاع عن هذا الحق والمطالبة به خلال العشر سنوات الماضية يقبعن حاليا بالسجن.

مفارقة أبرزتها صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها بمناسبة بدء السعوديات استعادة هذا الحق الذي تتمتع به جميع النساء في العالم، قائلة إن هؤلاء النساء تعرضن للسجن والمضايقات والاتهام بالخيانة والاتصالات المشينة خلال حملتهن للدفاع عن "هذا الحق البسيط". وقدمت الصحيفة تعريفا بأربع من هؤلاء السيدات.

واستهلت تقديمها بأن دفاع هؤلاء النساء، اللائي يمثلن أجيالا مختلفة، لم يقتصر على حق قيادة السيارات فقط، بل امتد إلى الدفاع عن حقوق اللاتي يتعرضن للعنف الأسري والاعتقال السياسي وغير ذلك.

إيمان النفجان (39 عاما)
لها مدونة على الإنترنت تُحظى برواج كبير وتكتب عن الحياة في السعودية ونشاط المرأة هناك.
وكتبت ذات مرة (2008) عن حلمها برؤية رائدة فضاء سعودية من دون حجاب تسبح بحرية في الفضاء مع مجموعة من الرجال بينهم عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ، ساخرة من الضجة التي تُثار حول قيادة المرأة للسيارة.

النفجان أستاذة في اللسانيات، وتتبعت تاريخ حركة المرأة السعودية في الدفاع عن حقوقها. ووصفت بعبارات بسيطة النظام الاجتماعي الذي تحاول المرأة السعودية تفكيكه أنه "نظام أبارتايد النوع".

وكتبت عمن وصفتهم بـ"الأبطال السعوديين" الذين هربوا إلى المنافي أو سُجنوا وكرست آخر مدوناتها للمطالبة برفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات.

‪الهذلول وهي تقود سيارتها من الإمارات إلى السعودية‬ عام 2014 وهو ما عرّضها للسجن
‪الهذلول وهي تقود سيارتها من الإمارات إلى السعودية‬ عام 2014 وهو ما عرّضها للسجن

لجين الهذلول (28 عاما)
من أبرز الناشطات السعوديات. وقالت لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية عندما سألتها عن تجربة سجنها 73 يوما لقيادتها سيارة من دولة الإمارات عابرة حدود بلادها عام 2014، إن تجربتها تلك كانت فرصة فريدة لتلتقي نساء مهمشات ومجهولات.

وكتبت في موقعها الإلكتروني قبل عامين عن المعاناة التي تتعرض لها بسبب الانتقادات والهجمات من قبل أبناء جلدتها السعوديين الذين يتهمونها بالجري وراء الشهرة ويقولون إن مطالبتها برفع الحظر عن قيادة السيارة ستتسبب في تأخير صدور قرار بذلك. قالت في هذا الشأن إن هؤلاء الناس يتجاهلون أن صمتهم 22 عاما لم تكن له أي نتائج إيجابية.

عزيزة اليوسف (60 عاما)
عندما اُتهم شيخ دين سعودي باغتصاب ابنته البالغة من العمر خمس سنوات، ساعدت اليوسف في تنظيم حملة نادرة لجذب الاهتمام العالمي بهذه الواقعة خاصة وضد التمييز ضد المرأة في السعودية عامة.

ما فعلته اليوسف، الأستاذة المتقاعدة في علوم الكمبيوتر بجامعة الملك فهد، بتنظيمها تلك الحملة يشبهها تماما، كما تقول واشنطن بوست، إذ إنها تشتهر بعناد نادر في الدفاع عن حقوق المرأة.

‪صورة لعزيزة اليوسف ترجع للعام الماضي‬ صورة لعزيزة اليوسف ترجع للعام الماضي (غيتي)
‪صورة لعزيزة اليوسف ترجع للعام الماضي‬ صورة لعزيزة اليوسف ترجع للعام الماضي (غيتي)

واعترفت اليوسف مرة لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية بأنها ظلت طوال العامين الماضيين تقود سيارتها في السعودية وفي الخارج، رغم التهديدات التي تعرضت لها من الرجال السعوديين.

نوف عبد العزيز (31 عاما)
دخلت السجن بعد أسابيع من سجن زميلاتها المدافعات عن الحق في قيادة السيارة، وذلك لدفاعها عن زميلاتها السجينات وإظهارها التضامن معهن عبر تويتر. ونسبت واشنطن بوست إلى أحد الكتاب قوله إنها لم تدع الخوف الذي زرعه النظام السعودي باعتقال زميلاتها يخيفها. وكلفها نشاطها الكثير مثل عدم الحصول على عمل وهي الكاتبة والمخرجة التلفزيونية.

المصدر : واشنطن بوست