بنظر اليمين الأميركي.. بريطانيا متأسلمة ومرتع للجريمة والإرهاب
ويعرض الكاتب في مقال تحليلي نشرته صحيفة تايمز البريطانية لما يتردد في أروقة إعلام اليمين الأميركي من أن هناك بلادا غربية صارت تشكل رعبا، وأن عاصمتها لندن أصبحت بالفعل عاصمة إسلامية.
وأضاف أنه أصبح في لندن عمدة متحالفا مع تنظيم الدولة الإسلامية، وأن بعض كبريات مدن بريطانيا مثل برمينغهام أصبحت جحيما لا يحكمها قانون، وأن البيض هجروها منذ زمن بعيد، وأن المحاكم الشرعية الإسلامية تتولى فيها زمام الأمور، وأن المحاكم العلمانية فيها ليست بأفضل منها حالا بشكل كبير، حيث يسيطر عليها البلاشفة المحبون للمسلمين.
وهو اليمين الذي يرى أن المعارضين في بريطانيا لا يُسجنون على الجرائم الفكرية، وأن الحكومة المستبدة تخبر المستشفيات "الغارقة بالدم حتى الركب" عن الأطفال الذين يجب أن يتم قتلهم.
عنف وإعلام
ويقول الكاتب إن هذه هي الصورة التي يعكسها اليمين الأميركي عن بريطانيا، والتي يمكن للمرء أن يستطلعها أثناء تصفحه أيا من مواقع اليمين الأميركي البديلة المعروفة.
ويقول إن من بين أبرز هذه المواقع موقع "بريتبارت" الأميركي الذي يتحدث عن لندن في عهد عمدتها صادق خان، إذ يتحدث عن انتشار جرائم العنف بطريقة يأمل من ورائها أن يعتقد القراء أنه إذا لم يقم أحد بمهاجمتهم في لندن، فإن صادق خان نفسه قد يفعل.
وفي مواقع إخبارية أخرى مثل "إنفو وورز" و"غيتواي بانديت" و"ذي ديلي كولر، فنادرا ما يتم ذكر بريطانيا في سياقات أخرى غير التنافر العرقي والجريمة العنيفة والاعتقالات بسبب خطاب الكراهية أو أهوال لا توصف للرعاية الصحية المجانية. والنظرة الخاطئة نفسها تصدر من الخبراء على أخبار الكابل ومن المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعية.
ويعلق الكاتب بأنه لم يعد أمرا غريبا أن بعض الأميركيين مرعوبون جدا من تنوع بريطانيا عندما تكون أميركا بحد ذاتها أكثر تنوعا بأي مقياس كان.
لندن وواشنطن
كما أنه يعد من الغريب نوعا ما أيضا عندما يُنظر إلى موجة عمليات الطعن في العاصمة البريطانية على أنها دليل على انهيار بريطانيا، في حين لا يزال احتمال تعرض المرء للطعن حتى الموت في العاصمة الأميركية واشنطن مضاعفا خمس مرات.
وأنه من المحتمل أن يتعرض سكان واشنطن للقتل جراء إطلاق النار بمقدار ستة أضعاف بالمقارنة بما قد يتعرض له سكان لندن.
ويشير الكاتب إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق أن صرح في وقت مبكر من العام الجاري بأن جرائم الطعن بالسكاكين في بريطانيا تركت الدم في كل الأنحاء في طوابق مستشفى لندن، في حالة أشبه بكونه مستشفى عسكريا في منطقة حربية، وذلك في إطار دفاعه عن قانون حمل السلاح في الولايات المتحدة.
ويستدرك بأنه لا عجب أن ترامب لا يحضر إلى بريطانيا سوى لزيارة ملعب الغولف الذي يحمل اسمه في أستكتلندا.
الرضيع إيفانز
ويشير الكاتب إلى قرار المحكمة العليا في بريطانيا الذي قضى بأنه يمكن لمستشفى ألدر هاي للأطفال في مدينة ليفربول البريطانية رفع أجهزة الإنعاش عن الرضيع ألفي إيفانز في أبريل/نسيان الماضي.
بيد أن وسائل الإعلام اليمينية في الولايات المتحدة لم تستطع الانفكاك عن الحديث التحريضي بهذا الشأن، مما جعل موظفي المستشفى يتعرضون للإساءة ويضطرون إلى عدم ارتداء ملابسهم الطبية وهم في طريقهم إلى العمل.
ويقول إن ما يحتاج السياسيون إلى فهمه بشكل عاجل هو أن المحادثات الوطنية قد أصبحت عالمية، وأنه ليست كل العيون تنظر بالنظرة ذاتها، وأنه لا أحد يود أن يفهم بريطانيا من خلال منظور اليمين المتطرف في الولايات المتحدة، وذلك في بريطانيا نفسها على أقل تقدير.
ويختتم بأنه لعل لدى اليمين الأميركي أسبابه الخاصة لتتبع بريطانيا، لكن هذه تعتبر مشكلة الولايات المتحدة، وأما ما يمكن للبريطانيين أو ما يجب عليهم فعله فهو تجنب خلق فراغ يجعل من كل المشاكل التي يعتقدون بها تصبح مشاكل للبريطانيين أيضا.