شاريبو.. منغولية قتلتها الترجمة في ماليزيا

منغولية مترجمة شاريبو وقد وردت في صحيفة لوموند
شاريبو قتلت عام 2006 ولم تكشف الملابسات حتى الآن (لوموند)

تتحدث ألتاننتويا شاريبو -إلى جانب المنغولية لغتها الأم- الروسية والصينية والإنجليزية وقليلا من الفرنسية، وقد اغتيلت بطريقة فظيعة في ماليزيا عام 2006 لأنها بحكم وظيفتها كمترجمة كانت مطلعة على معلومات أكثر مما ينبغي لها.

لقد وجدت شاريبو -حسب صحيفة لوموند الفرنسية- نفسها مشتركة بشكل غير مباشر أو "متورطة" في قضية بيع ثلاث غواصات فرنسية لماليزيا، وهو ما غدا فضيحة دولة لا تزال موجاتها الارتدادية تتسع في فرنسا.

ففي يوليو/تموز 2017 وجهت تُهم في فرنسا لكل من رئيس مجلس إدارة سابق لمؤسسة بناء السفن ونائب المدير الإداري السابق لمجموعة طاليس الفرنسية (طومسون سابقاً) بتهمة "الفساد النشط".

واتضح أن المستلمين المحتملين لهذه الرشى غير القانونية حصلوا عليها بماليزيا، وكان من بينهم مسؤولون في أعلى هرم السلطة هناك، بينما اعتبر الفرنسيون الحصول على هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار سببا وجيها لتقديم هذه الأموال للأشخاص المعنيين.

ويعتقد أن اطلاع شاريبو بحكم عملها على بعض تفاصيل هذه الصفقة جعلها تدفع الثمن غاليا، إذ اختطفت يوم 18 من أكتوبر/تشرين الأول 2006 في قلب العاصمة الماليزية كوالالمبور من طرف عنصرين من قوات نخبة مرتبطة بمكتب رئيس الوزراء.

وأرغماها على استقلال السيارة معهما إلى ضاحية "شاه علم" عند مدخل كولالمبور، وهناك أُطلقت عليها رصاصة في الرأس قبل أن توضع كمية من متفجرات "C14" على جثمانها وينسف، ولم يعثر من جسدها إلا على القليل.

وترجح لوموند سبب هذا الاغتيال كون هذه الشابة المنغولية حاولت ابتزاز عشيق سابق لها هو عبد الرزاق باغيندا الذي كان حينها مديرًا لأحد مراكز الأبحاث، كما أنه قريب إلى (وزير الدفاع آنذاك) نجيب عبد الرزاق الذي أصبح فيما بعد رئيسا للوزراء، وظل في ذلك المنصب حتى هزيمة حزبه المذهلة في انتخابات 8 مايو/أيار من هذا العام.

وكانت شاريبو قد اعتقلت وهي تفجر فضيحة أمام مسكن باغيندا، وتهدد وتتوعد. وكانت قد طالبت عشيقها "السابق" أن يدفع لها عمولة قدرها خمسمئة ألف دولار تعهد بها ونكث بوعده.

وهددت بأنه إن لم يدفع ذلك المبلغ، فإنها ستكشف أسرار الملابسات المحيطة ببيع الغواصات الفرنسية.

وبعد مقتلها انتشرت صور لها بأجواء احتفالية سعيدة في مطعم باريسي مع باغيندا ونجيب، وذكر البعض أنها كانت على علاقة غرامية مع الأخير.

الصحيفة قالت إن فشل نجيب وحزبه الانتخابي ربما يمثل فرصة لإعادة فتح التحقيق بهذا الملف أي فضيحة الغواصات ومقتل المترجمة، مشيرة إلى أن نجيب الذي يتخبط في فضيحة مالية كبيرة ربما يجد نفسه متهما بالتورط في قضية اغتيال ولو بشكل غير مباشر هذه المرة.

ومن الأمور المهمة أن يستمع لشهادة سيرول أزهار عمر المعتقل في أستراليا وهو أحد الذين اعتدوا على شاريبو، إذ كان قد قال إنه "كبش فداء" بل ألمح أحيانا إلى أن أوامر قتل المنغولية جاءت من أعلى المستويات.

المصدر : لوموند