هل تفكك حكومة إيطاليا الجديدة الاتحاد الأوروبي؟
ورد ذلك في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية للكاتب سيباستيان مالابي، أشار فيه إلى أن المرشح لحقيبة المالية بالحكومة الإيطالية الجديدة باولو سافونا كان أعلن أن ألمانيا لم تغيّر رؤيتها لدورها في أوروبا منذ نهاية النازية، الأمر الذي يعني أن الحكومة الجديدة لن تنصاع لأي توجيهات من بروكسل بقيادة ألمانيا.
ومضى يقول إنه إذا تولى سافونا هذا المنصب أم لم يتوله، فإن الحكومة الجديدة التي تضم المتطرفين اليمينيين واليساريين سيكون لها تأثير مدمر على الوضع المالي الأوروبي، كما نقل عن القيادي بالحكومة الجديدة ماتيو سالفيني تصريحه بأن الاتحاد الأوروبي ليس مفيدا.
وإيطاليا -وفقا للكاتب- هي المكان النموذجي لتجسيد عيوب الاتحاد الأوروبي؛ نظرا إلى مراكمتها دينا حكوميا مخيفا (133% من الناتج الإجمالي المحلي) لأنها كانت متهورة ومستهترة في استخدام الحوافز التي يتيحها النظام النقدي الأوروبي.
وفاز الشعبويون اليمينيون واليساريون في الانتخابات الأخيرة لتعهدهم بتطبيق سياسات من شأنها مفاقمة هذا الدين مثل خفض الضرائب وزيادة الإنفاق.
وتساءل مالابي عن الكيفية التي ستنتهي بها الديون الإيطالية الحكومية، موضحا أنه وعلى المدى القصير يتمتع الاقتصاد الأوروبي بانتعاش دوري ومن المستبعد حدوث أزمة خلال هذه الفترة.
لكن، وعلى المدى الأطول، سيبلغ الدين الإيطالي مستويات خيالية، وعندما تحل الفترة المقبلة من التراجع الاقتصادي الدوري، فستجد أوروبا نفسها تتعامل مع أزمة تفوق الأزمة اليونانية أضعافا.
واختتم مقاله بالقول إن اليونان صغيرة بالقدر الذي يكفي لاحتوائها، أما إيطاليا فأكبر من أن يتم تجاهلها، وأكبر من قدرة أوروبا على إنقاذها مثل اليونان.