بلير يرفض الاعتذار لأحد ضحايا التعذيب الليبيين

Tony Blair attends an event to celebrate the 20th anniversary of the Good Friday Agreement, in Belfast, Northern Ireland, April 10, 2018. REUTERS/Clodagh Kilcoyne
بلير يزعم أنه لم يعرف شيئا عن قضية بلحاج حين كان رئيسا للوزراء في بلاده (رويترز)
ذكرت صحيفة ذي غارديان البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يرفض الاعتذار شخصيا لأحد ضحايا التعذيب المعارض الليبي السابق عبد الحكيم بلحاج.
 
وكانت بريطانيا لعبت دورا في اختطاف المعارض الليبي بلحاج وزوجته من تايلند إلى ليبيا حيث تعرض للتعذيب في أحد السجون إبان فترة حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بيد أن بلير يقول إنه لم يكن يعلم شيئا عن الأمر قبل رحيله عن منصبه السابق.
 
وتشير الصحيفة في تقرير كتبه كل من بيتر ووكر وإيان كوباين إلى أن عملية اعتقال بلحاج وزوجته تمت بمساعدة من جهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي "إم آي 6″، مضيفة أن بلير تحدث عن القضية للمرة الأولى أمس الثلاثاء إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
 
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اعتذرت في بدايات الشهر الجاري للمعارض الليبي بلحاج عن الدور الذي لعبه عناصر في جهاز المخابرات البريطاني في اختطافه هو وزوجته فاطمة بودشار من تايلند في 2004 ونقلهما بشكل غير قانوني إلى طرابلس في ليبيا.
زوجة بلحاج كانت حاملا بمنتصف الشهر الخامس عندما اعتقلت مع زوجها (غيتي إيميجيز)
زوجة بلحاج كانت حاملا بمنتصف الشهر الخامس عندما اعتقلت مع زوجها (غيتي إيميجيز)

اعتذار الحكومة
وجاء الاعتذار على شكل رسالة من الحكومة البريطانية تلاها المدعي العام جيرمي رايت أمام البرلمان.

وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي في الرسالة الموجهة إلى بلحاج وزوجته فاطمة "نيابة عن حكومة صاحبة الجلالة، أعتذر منكما بلا تحفظ"، مضيفة أن "أفعال حكومة المملكة المتحدة ساهمت في اعتقالكما وتسليمكما ومعاناتكما".

وأضاف المدعى العام أنه علاوة على الاعتذار فإن حكومة المملكة المتحدة ستدفع نصف مليون جنيه إسترلينى أو حوالي 970 ألف دولار لفاطمة زوجة بلحاج، بيد أن الحكومة البريطانية لن تدفع شيئا لبلحاج الذى لم يطلب تعويضا ماليا في هذا السياق.

وعبر بلير عن شعوره بالرضى لمضي الحكومة البريطانية في تقديم الاعتذار لبلحاج وزوجته قائلا: كان الأمر محور إجراءات قضائية طويلة، أوافق على ما فعلته الحكومة بإصدار اعتذار، لم أعرف شخصيا عن القضية قبل أن أغادر الحكومة، لذا أنا راض عن المضي قدما في الاعتذار.

وتشير الصحيفة إلى أنه كان قد أفرج عن بلحاج بعد ست سنوات من السجن، بيد أن زوجته التي كانت حاملا في منتصف الشهر الخامس عند اعتقالهما كان قد أخلي سبيلها قبل وقت قليل من موعد الولادة.

وقد ناضل الزوجان للحصول على تعويض واعتذار من الحكومة البريطانية، وذلك بعد ظهور أوراق أثناء الثورة الليبية في 2011 كشفت عن دور لضباط المخابرات البريطانية في خطفهما.

المصدر : الجزيرة + غارديان