غاز ملوث يظهر مجددا ويهدد الأوزون.. فمن الغشاش؟

The hole in the ozone layer above Antarctica is seen in a series of satellite images over a 21-year time span. The hole may actually close within 50 years as the level of destructive ozone-depleting CFCs in the atmosphere is now declining, one of the world's leading atmospheric scientist [Paul Fraser] from the Australian government's Commonwealth Scientific and Industrial Research Organisation (CSIRO) said on September 17, 2002. [Fraser said he had measured a decline
ثقب الأوزون كما صورته ناسا على مدى عدد من السنين (رويترز)
اكتشف علماء أن انبعاثات غاز ثلاثي كلورو فلورو الميثان (CFC-11) المحظور دوليا منذ 1987 لما يسببه من ضرر على طبقة الأوزون، زادت بنسبة 25% منذ 2012 دون تفسيرات واضحة، حسب صحيفة فرنسية.

وأذهل علماء وباحثون من الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي من هذا الاكتشاف، وقد نشروا نتائج بحثهم في مجلة نيتشر (Nature).

ويقول ستيفن مونتسكا، وهو أحد علماء إدارة المحيطات والغلاف الجوي كما أنه يترأس هذا الفريق البحثي، إنه يرصد طبقة الأوزون منذ أكثر من 30 عاما، لكن ما اكتشفه اليوم هو أكثر شيء أدهشه في حياته، على حد تعبير صحيفة ليزكو التي نقلت الخبر عن مجلة نيتشر.

ويستخدم غاز ثلاثي كلورو فلورو الميثان بشكل رئيسي في التبريد والأيروسولات (الهباء الجوي)، وإذا انتشر في الفضاء الجوي فيمكنه أن يبقى خمسين عاما ولا يمكن تدميره إلا في منطقة الستراتوسفير (الغلاف الجوي الطبقي) أي على ارتفاع ما بين 9 و18 كيلومترًا فوق سطح الأرض، حيث تدخل جزيئات الكلور الناتجة عنه في سلسلة من التفاعلات الكيميائية المدمرة لطبقة الأوزون، مما يهدد بإضعاف حمايتنا من الأشعة الشمسية فوق البنفسجية.

وحاول الباحثون إعطاء تفسيرات منطقية لهذه الزيادة كتغيير محتمل في الغلاف الجوي أو زيادة في معدل هدم المباني التي تحتوي على مخلفات قديمة من هذا الغاز، لكن كل ذلك لا يمكنه أن يفسر هذه الزيادة الكبيرة التي تقدر بحوالي 13 مليار غرام سنويا على مدى السنوات الأخيرة.

ولهذا فإن العلماء ذهبوا إلى افتراض أن هذه الانبعاثات تأتي من إنتاج جديد لم يعلن عنه لأمانة الأوزون التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهو ما يتعارض مع بروتوكول مونتريال المناخي 2010 القاضي بالتخلص التدريجي من إنتاج مركبات الكربون الكلوروفلورية.

ويصر مؤسس معهد الحوكمة والتنمية المستدامة والخبير في بروتوكول مونتريال دوروود زايلكة على أن "ثمة من يغش"، لكن العلماء ما زالوا عاجزين عن اكتشاف "الغشاش"، وإن كان مرصد أميركي في هاواي اكتشف نسبا من غاز CFC-11 مختلطا مع غازات أخرى في منطقة بشرق آسيا.

بدائل
وما يدهش العلماء أكثر هو السبب الذي جعل أي جهة تستخدم هذا الغاز الضار رغم وجود بدائل عنه في السوق.

ويقول كيث ويلر المتحدث باسم برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي يدير بروتوكول مونتريال، إن البرنامج سيتحقق من نتائج هذه الدراسة ويقدمها إلى الدول الموقعة على المعاهدة، ملفتا إلى أنه إذا ثبت أن مثل هذه الغازات ما زال ينتج دون أن يعلن عنه فإن ذلك سيمثل "انتهاكا للقانون الدولي".

يذكر أن بروتوكول مونتريال وقع في عام 1987 ودخل حيز التنفيذ في فاتح يناير/كانون الثاني 1989، ليكون بذلك أول بروتوكول بيئي يُجمع العالم على التصديق عليه، إذ وقعته 196 دولة عام 2009.

وقد أدى بالفعل إلى القضاء كليا على مركبات الكربون الكلوروفلورية باستثناء كميات ضئيلة للغاية لا يمكن الاستغناء عنها في مجالات مثل الطب، وكان المؤمل أن تستعيد طبقة الأوزون عافيتها كليا بحلول عام 2050.

المصدر : الصحافة الفرنسية